في قلب الساحل الشمالي الغربي، تتألق مدينة العلمين الجديدة كواحدة من أبرز مدن الجيل الرابع التي أطلقتها الدولة المصرية لتكون نموذجًا للتنمية الشاملة في الجمهورية الجديدة.
منذ لحظة تخطيطها الأولى، جاءت الرؤية واضحة: أن تكون مدينة لكل المصريين، تُجسّد المساواة في فرص السكن والحياة والعمل، وتجمع بين الحداثة والاستدامة، وبين الجمال العمراني والفرص الاقتصادية.
ولأن العلمين الجديدة لم تُبنَ لتكون مدينة صيفية فقط، بل مدينة صناعية واستثمارية واعدة، فقد أولت الدولة اهتمامًا خاصًا بالبنية الصناعية، حيث خصصت 5500 فدان للأنشطة الصناعية، بمساحات تبدأ من 2500 متر وحتى 25 ألف متر لتناسب جميع فئات المستثمرين، من الصغار إلى الكبار، لتتحول المدينة إلى مركز جذب اقتصادي متكامل على البحر المتوسط.
حول تفاصيل هذه الرؤية وأهم المشروعات الجارية في المدينة، أجرى موقع بصراحة الإخباري هذا الحوار مع الدكتور محمد خلف الله، رئيس جهاز مدينة العلمين الجديدة، الذي كشف عن ملامح النهضة العمرانية والصناعية والسياحية التي تشهدها المدينة.
س: بداية.. كيف تستعد مدينة العلمين الجديدة للمشاركة في احتفالات افتتاح المتحف المصري الكبير؟
ج: تنفيذًا لتوجيهات معالي الدكتور شريف الشربيني وزير الإسكان، بدأت المدينة استعداداتها لاستقبال هذا الحدث القومي الكبير، حيث سيتم وضع شاشات عرض كبرى في الميادين العامة لنقل مراسم الاحتفال مباشرة، ليتمكن المواطنون والزوار من متابعته في أجواء احتفالية تعكس روح الجمهورية الجديدة وإنجازاتها الحضارية.
س: كيف تصفون فلسفة إنشاء مدينة العلمين الجديدة؟
ج: المدينة خُططت منذ البداية لتكون مدينة لكل المصريين. فهي تضم مختلف أنماط البناء والإسكان بما يناسب جميع الشرائح الاجتماعية، بداية من الإسكان الاجتماعي وحتى الفاخر، بما يضمن العدالة في فرص السكن والحياة. كما أن المدينة تعمل طوال العام وليست موسمية، وتم ربطها بشبكة مواصلات داخلية وخارجية متطورة بالتنسيق مع وزارة النقل، لتسهيل حركة المواطنين بين المدينة والمحافظات المختلفة.
س: هناك من يعتقد أن العلمين مدينة سياحية فحسب، ما تعليقكم؟
ج: هذا غير صحيح على الإطلاق. فالعلمين ليست مجرد مدينة سياحية، بل مدينة صناعية واستثمارية واعدة. خصصنا نحو 5500 فدان للأنشطة الصناعية، وأعددنا مساحات متنوعة تبدأ من 2500 متر وحتى 25 ألف متر لتناسب صغار وكبار المستثمرين. كما أنشأنا منطقة حرة ومراكز تجارية ضخمة على المحاور الرئيسية، لتتحول المدينة إلى وجهة اقتصادية متكاملة توفر فرص عمل واسعة للشباب.
س: ما أبرز التسهيلات التي تقدمونها للمستثمرين؟
ج: طرحنا أراضٍ صناعية بأسعار مناسبة وأنظمة سداد ميسّرة، إلى جانب تخصيص مناطق إسكان للعاملين بالمصانع، وإنشاء مدارس ومراكز طبية وخدمية متكاملة لدعم بيئة الاستثمار وتوفير حياة متكاملة للعاملين والمستثمرين على حد سواء.
س: ماذا عن الجانب السياحي داخل المدينة؟
ج: نعمل على تحويل العلمين إلى عاصمة السياحة في الشرق الأوسط. لدينا منصة فندقية موحدة تجمع مختلف الفنادق لتوفير أكبر عدد من الغرف والخدمات السياحية. المدينة تمتلك شاطئًا بطول 14 كيلومترًا مزودًا بكل الخدمات الترفيهية، لتقديم تجربة متكاملة للسائح والمقيم في أجواء تجمع بين الرفاهية والطبيعة.
س: هل هناك توجه لتطوير قطاع السياحة العلاجية؟
ج: بالفعل، نعمل على تجهيز عدد من المستشفيات الحديثة والمؤسسات الطبية الكبرى لتصبح العلمين الجديدة وجهة متميزة للسياحة العلاجية. هذا التوجه يأتي ضمن خطة شاملة لجعل المدينة مركزًا للحياة والعمل والترفيه والصحة، بما يواكب مكانتها كمدينة عالمية في الجمهورية الجديدة.
س: حدثنا عن أبرز المشروعات العمرانية والخدمية في المدينة؟
ج: من أهم المشروعات لدينا: أبراج العلمين بعدد 18 برجًا تضم وحدات سكنية وتجارية وإدارية، وأبراج مارينا وعددها 5 أبراج، والحي اللاتيني الذي يضم أكثر من 10 آلاف وحدة على الطراز الأوروبي، وجامعة العلمين الدولية على مساحة 141 فدانًا، والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا على مساحة 62.6 فدان.
كما تشمل المنطقة الترفيهية متحفًا وأوبرا ومجمع سينمات ومسرحًا رومانيًا ومساحات خضراء، إضافة إلى بنية تحتية قوية تضم محطة تحلية مياه بطاقة 150 ألف م³ يوميًا، ومحطة معالجة ثلاثية بقدرة 90 ألف م³، إلى جانب 12 كوبري على البحيرات والطريق الساحلي.
س: ما الذي يميز مدينة العلمين الجديدة عن غيرها من المدن؟
ج: المدينة من مدن الجيل الرابع التي أطلقها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتتميز بالمساحات الخضراء الواسعة واستخدام الطاقة المتجددة، وتطبيق معايير الاستدامة البيئية في النقل والمخلفات والخدمات الذكية. هي مدينة تمثل مستقبل مصر العمراني والسياحي، وتفتح أبوابها لكل المصريين دون استثناء.
س: كلمة أخيرة للمواطنين؟
ج: العلمين الجديدة ليست مشروعًا عقاريًا فقط، بل رمز للجمهورية الجديدة ونموذج لمدينة تجمع بين الحياة والعمل والجمال. أدعو كل المصريين لزيارتها ومتابعة احتفالات افتتاح المتحف المصري الكبير من ميادينها، ليروا بأنفسهم كيف تتحول رؤية القيادة السياسية إلى واقع يليق بعظمة هذا الوطن.
بهذه الرؤية الطموحة، تواصل مدينة العلمين الجديدة طريقها لتصبح أيقونة التنمية في مصر الحديثة، ومدينة تجمع بين السكن والصناعة والسياحة في تناغم واحد يليق بالجمهورية الجديدة.
