القصة الكاملة

حصيلة مأساوية.. القصة الكاملة لفاجعة "تروسيكل التلاميذ" بأسيوط: ارتفاع عدد الضحايا إلى 4 طفلات.. والأهالي يروون لـ«بصراحة» حكاية الإهمال والمعهد المنسي

14 أكتوبر 2025 01:02 م

أمير عرفه

حادث تروسيكل الأطفال بقرية منقباد

لم تكن مجرد حادثة، بل كانت نهاية حتمية لرحلة يومية محفوفة بالمخاطر. ففي قرية منقباد بمحافظة أسيوط، تحولت ضحكات أطفال في طريقهم إلى المدرسة إلى صرخات فزع، وانتهت المأساة بارتفاع الحصيلة إلى أربع تلميذات لقين مصرعهن غرقًا، في فاجعة كشفت عن قصة عميقة من التجاهل والإهمال.

​الفصل الأول: رحلة الخطر اليومية

​بدأت القصة صباح يوم الإثنين، كأي يوم دراسي عادي بالنسبة لأطفال قرية "السلام" التابعة لمنقباد. تجمع الأطفال في الصندوق الخلفي لمركبة "تروسيكل" بدائية، وهي وسيلتهم الوحيدة لقطع مسافة تزيد على 5 كيلومترات للوصول إلى مدرستهم الابتدائية الوحيدة في القرية الأم. على طريق "الصلبية - العدر" الضيق والمحاذي لمصرف "قناطر حواس"، وفي لحظة غادرة، اختل توازن المركبة لتهوي بحمولتها البريئة في جوف المياه.

​الفصل الثاني: سباق الإنقاذ والمصير المحتوم

​مزقت صرخات الأطفال سكون الصباح، فهرع الأهالي في محاولة يائسة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، قبل أن تتحول المنطقة إلى خلية نحل بوصول سيارات الإسعاف وقوات الإنقاذ النهري. في سباق محموم مع الزمن، تمكنت الفرق من انتشال 10 تلاميذ مصابين، نُقلوا على الفور إلى مستشفيي أسيوط الجامعي والعام. لكن جهود الإنقاذ حملت معها أخبارًا مفجعة مع انتشال جثامين أربع زهرات، لتكتمل قائمة الضحايا النهائية: سمر محمد عبد القادر (5 سنوات)، ومليكة حسين محمد (6 سنوات)، وجنى إبراهيم علي حمدان (9 سنوات)، وبسملة أحمد علي حمدان (8 سنوات).

​الفصل الثالث: شهادة الأهالي.. القصة وراء الحادث

​من أمام المشرحة، وفي تصريحات خاصة وموجعة لـ**"موقع بصراحة الإخباري"**، أكدت أسر الضحايا أن ما حدث لم يكن قضاءً وقدرًا فحسب، بل هو نتيجة مباشرة لسنوات من التجاهل. فقرية "السلام" التي يسكنونها تفتقر لأبسط مقومات الحياة؛ لا مدرسة، لا وحدة صحية، ولا وسيلة مواصلات آدمية، وهو ما يجبرهم على الدفع بأطفالهم إلى أحضان الخطر يوميًا.

​والأكثر إيلامًا في شهادتهم، هو كشفهم عن وجود حل كان من الممكن أن يمنع المأساة بأكملها؛ معهد أزهري متكامل تم بناؤه بالجهود الذاتية ويقف جاهزًا لاستقبال الطلاب منذ عام 2008، لكنه ظل مغلقًا بقرار إداري. وقالوا بقلوب يعتصرها الألم: "لو كان هذا المعهد مفتوحًا، لما احتاجت بناتنا لهذه الرحلة المميتة. دم بناتنا في رقبة كل مسؤول ترك هذا الصرح التعليمي مهجورًا طوال 16 عامًا".

​وبينما تواصل النيابة العامة تحقيقاتها للوقوف على الملابسات الكاملة للحادث، تبقى فاجعة أسيوط جرحًا غائرًا وشاهدًا على أن بعض طرق المدارس في قرى الصعيد، لم تعد تؤدي إلى فصول العلم، بل إلى عناوين الأخبار الحزينة.