
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوثّق تشييع جنازة الصحفي الفلسطيني الشهيد صالح الجعفراوي، الذي ارتقى مساء أمس في قطاع غزة، وسط أجواء من الهتافات والتكبير التي علت بين المشيعين ودعوات بالرحمة والمغفرة للراحل.
ونشر على عامر الجعفراوي، شقيق الشهيد، وصية مؤثرة كتبها صالح قبل استشهاده، عبّر فيها عن ثباته وإيمانه بطريق المقاومة، مؤكدًا أنه اختار هذا الطريق عن يقين، وبذل كل ما يملك من جهد ليكون صوتًا وسندًا لأبناء شعبه.
وجاء في وصيته:
"بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، القائل: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ).
أنا صالح، أترك وصيتي هذه لا وداعًا، بل استمرارًا لطريقٍ اخترته عن يقين، عشت الألم والقهر وذقت الوجع وفقد الأحبة، ومع ذلك لم أتخلّ عن نقل الحقيقة كما هي، الحقيقة التي ستبقى حجة على الصامتين وشرفًا للثابتين."
وأضاف الشهيد في وصيته قائلاً:
إن استشهدت، فاعلموا أنني لم أغب، أنا الآن في الجنة مع رفاقي الذين سبقوني، مع أنس وإسماعيل وكل الأحبة الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
أوصيكم أن تذكروني في دعائكم، وأن تُكملوا الطريق من بعدي، تذكروني بصدقة جارية، واذكروني كلما سمعتم الأذان أو رأيتم نورًا يشق ليل غزة.”
كما وجّه وصاياه المؤثرة إلى والديه وإخوته وأحبّته، قائلاً لوالدته:
يا أمي، كنتِ الدعاء الذي لا ينقطع، دعوت الله أن يشفيك ويعافيك، وكنتُ أحلم أن أراكِ تعودين مبتسمة بعد العلاج.

وختم وصيته قائلاً:
لا تظنوا أن استشهادي نهاية، بل هو بداية لطريقٍ طويل نحو الحرية.
أوصيكم بفلسطين وبالمسجد الأقصى، وإن لم أصل إليه في الدنيا، فأسأل الله أن يجمعنا عنده في جنات الخلد.
اللهم تقبّلني في الشهداء، واجعل دمي نورًا يُضيء درب الحرية لشعبي وأهلي.
واختتم صالح الجعفراوي كلماته الأخيرة بعبارة وداعٍ مؤثرة:
مضيت على العهد، لم أُغيّر ولم أُبدّل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته... أخوكم الشهيد بإذن الله، صالح عامر فؤاد الجعفراوي.