
أكد المهندس حازم الجندي، عضو مجلس الشيوخ، أن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بوساطة مصرية من مدينة شرم الشيخ، يمثل انتصارا جديدا للدبلوماسية المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتجسيدا عمليا لدور مصر التاريخي باعتبارها المدافع الأول عن القضية الفلسطينية، والراعي الرئيسي لمسار السلام في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن هذه الاتفاق جاء بعد عامين من الإبادة التي مارسها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث أودت العمليات العسكرية بحياة الآلاف خاصة من النساء والأطفال، فضلا عن الخسائر المادية الضخمة وانهيار البنية التحتية للقطاع.
وقال "الجندي"، إن الاتفاق الذي جاء بوساطة ورعاية مصرية يعكس بوضوح قدرة القاهرة على التحرك الفوري والمسؤول لحماية الأمن الإقليمي، ويؤكد أن القيادة المصرية كانت ولا تزال الطرف الأكثر اتزانا في معادلة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، منوها إلى أن الرئيس السيسي منذ اندلاع الحرب قاد جهودا مكثفة ومتواصلة لوقف نزيف الدم، سواء عبر التحركات السياسية المباشرة أو عبر التنسيق مع القوى الإقليمية والدولية الفاعلة، مؤكدا أن مصر أثبتت من جديد أنها الدولة الوحيدة القادرة على جمع الأطراف المتصارعة حول مائدة واحدة، بفضل ثقلها السياسي وعلاقاتها المتوازنة مع جميع القوى.

وأضاف عضو مجلس الشيوخ، أن مدينة شرم الشيخ التي شهدت توقيع الاتفاق تجسد رمزا لإرادة السلام، ورسالة إلى العالم بأن مصر تملك مفاتيح الحل في أكثر الملفات تعقيدًا بالمنطقة، موضحا أن بنود الاتفاق التي تضمنت وقفا كاملا للأعمال القتالية، وتبادل الأسرى والمعتقلين وفق آلية زمنية محددة، وفتح المعابر الإنسانية لإدخال المساعدات والأدوية إلى القطاع، تمثل الخطوة الأولى نحو مسار أكثر استقرارا، لكن نجاحها يتوقف على مدى التزام الأطراف بالتنفيذ، وتفعيل آليات الرقابة الدولية التي تم الاتفاق عليها.
وأشار "الجندي" إلى أهمية الدور الأمريكي كضامن للاتفاق ، لكنه لا يُغني عن الدور المصري المحوري، موضحا أن الولايات المتحدة تمتلك أدوات الضغط السياسي، بينما تمتلك مصر القدرة على التفاهم المباشر مع الأطراف كافة، بما في ذلك الفصائل الفلسطينية، وهو ما يجعلها الضامن الحقيقي لاستمرار الهدنة وتحويلها إلى فرصة سياسية حقيقية، مشددا على أن التحركات المصرية منذ بداية الحرب استهدفت بشكل واضح حماية المدنيين، واحتواء تداعيات النزاع، ومنع تمدده إلى ساحات إقليمية أخرى، بالإضافة إلى انفاذ المساعدات الإنسانية رغم التحديات والعراقيل التي وضعتها دولة الاحتلال الإسرائيلي لتعطيل دخول المساعدات من أجل تنفيذ خطة التجويع.

وشدد النائب حازم الجندي، على أن الاتفاق يعيد لمصر مكانتها المستحقة كقلب العروبة النابض، ويوجه رسالة للعالم بأن السلام في الشرق الأوسط لا يمكن أن يتحقق دون القاهرة، مؤكدا أن الرئيس السيسي تعامل مع الأزمة بروح القائد المسؤول، حيث استهدف منذ اليوم الأول للحرب وقف الحرب وتخفيف معاناة المدنيين، فضلا عن دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وإقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.