الرياضة

في خطوة جديدة نحو إنهاء الجدل المستمر منذ سنوات بشأن مستقبل ملعب جوزيبي مياتزا أو ما يُعرف بـ"سان سيرو"، أعلن ناديا ميلان وإنتر ميلان بشكل رسمي موافقتهما النهائية على شراء الملعب العريق، تمهيدًا للشروع في بناء ملعب جديد مشترك أو بشكل منفصل خلال السنوات المقبلة، في مشروع سيعيد رسم ملامح كرة القدم في مدينة ميلانو.

إتفاق تاريخي بين الناديين وبلدية ميلانو بعد مفاوضات طويلة 

وكشفت تقارير إعلامية إيطالية أن الإدارة المشتركة للناديين توصلت لاتفاق نهائي مع بلدية ميلانو لشراء حقوق سان سيرو، وذلك بعد مفاوضات طويلة شهدت شد وجذب بين الأطراف المعنية، إذ كانت البلدية ترفض التخلي عن ملكية الملعب التاريخي في ظل قيمته الرمزية والسياحية. 

إلا أن الضغوط الاقتصادية ورغبة الناديين في التحديث دفعت الطرفين للوصول إلى صيغة توافقية.

ويُعد سان سيرو، الذي تم افتتاحه عام 1926، رمزًا لكرة القدم الإيطالية والأوروبية، حيث استضاف عشرات النهائيات الكبرى، أبرزها نهائي دوري أبطال أوروبا، بالإضافة إلى مباريات منتخب إيطاليا. 

ورغم ذلك، بات الملعب يواجه انتقادات في السنوات الأخيرة لافتقاره إلى المعايير الحديثة من حيث الخدمات، المرافق التجارية، والقدرات التكنولوجية التي أصبحت مطلبًا أساسيًا في ملاعب الأندية الكبرى.

المشروع يستغرق من 3 إلي 4 سنوات مع بقاء سيرو قيد التشغيل مؤقتاً

وتشير الخطط الأولية إلى أن شراء سان سيرو سيكون مقدمة لإقامة ملعب جديد يتماشى مع المعايير العالمية الحديثة من حيث التصميم والاستدامة والراحة الجماهيرية، على أن يتم تحديد موقعه النهائي خلال الفترة المقبلة. كما يُنتظر أن يتم تطوير مشروع متكامل يضم بجانب الملعب الجديد مساحات تجارية، فنادق، ومناطق ترفيهية، ليصبح مجمعًا رياضيًا واقتصاديًا ضخمًا على غرار الملاعب الأوروبية الحديثة مثل "أليانز أرينا" في ميونيخ و"توتنهام هوتسبير ستاديوم" في لندن.

وبحسب مصادر قريبة من الناديين، فإن مشروع البناء الجديد قد يستغرق ما بين 4 إلى 5 سنوات، على أن يظل سان سيرو قائمًا خلال تلك الفترة لاستضافة مباريات الفريقين المحلية والقارية. 

وفي حال اكتمال المشروع، من المتوقع أن يتم تحديد مستقبل سان سيرو، سواء بالهدم أو التحويل إلى مزار سياحي ورياضي.

الجماهير تنقسم إلي طرفين في ردود أفعالهم نحو القرار

جماهير الناديين انقسمت في ردود أفعالها، فبينما يرى البعض أن الخطوة ضرورية لمواكبة التطور في كرة القدم الأوروبية وتوفير موارد مالية ضخمة من عوائد الملعب الجديد، عبّر آخرون عن حزنهم لاحتمالية فقدان "المعبد الكروي" الذي ارتبط بتاريخ وإنجازات ميلان وإنتر لعقود طويلة.

وتُعد هذه الخطوة بمثابة بداية مرحلة جديدة لكرة القدم في ميلانو، حيث يسعى الناديان لإعادة ترسيخ مكانتهما بين كبار القارة، ليس فقط على صعيد الأداء داخل المستطيل الأخضر، بل أيضًا على مستوى البنية التحتية والاستثمارات المستقبلية.