سياسة

تعديلات مفاجئة أغضبت العرب.. نتنياهو يقلب موازين خطة ترامب لغزة

30 سبتمبر 2025 03:58 م

ارشيفية

تضمنت خطة السلام الخاصة بغزة التي قدّمها الرئيس ترامب يوم الإثنين، تغييرات جوهرية طلبها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأمر الذي أثار غضب المسؤولين العرب المشاركين في المفاوضات، وفقًا لمصادر مطلعة على العملية تحدثت لموقع "أكسيوس".

ترامب يصف الخطة بالبسيطة ويضع حماس أمام خيار واضح

وعرض ترامب الموقف على أنه بسيط ومباشر؛ فإسرائيل والولايات المتحدة وشركاؤها العرب جميعهم متفقون على الخطة النهائية، وعلى حماس أن توافق عليها. وبينما كانت الحقائق خلف الكواليس أكثر غموضًا ـ وربما المفاوضات ما زالت في بدايتها ـ يبقى الخيار بالنسبة لحماس واضحًا حسبما قالت أكسيوس في تقرير لها اليوم الثلاثاء.

رئيس وزراء قطر عرض الخطة على قادة حماس في الدوحة

ففي الوقت الذي كان ترامب ونتنياهو يناقشان الخطة أمام الكاميرات في البيت الأبيض، كان رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني يعرضها على قادة حماس في الدوحة، بحسب مصدر مطّلع لأكسيوس.

نتنياهو يعتذر للشيخ آل ثاني عن الغارة الجوية على الدوحة

وكان نتنياهو قد اتصل بالشيخ آل ثاني من البيت الأبيض قبل ساعات ليعتذر عن الغارة الجوية الإسرائيلية الأخيرة في الدوحة، والتي كانت شرط قطر لاستئناف وساطتها مع حماس. وقال المصدر الذي تحدث للموقع الأمريكي، إن قادة حماس أبلغوا آل ثاني أنهم سيدرسون المقترح بحسن نية.

ويقول المسؤولون الأمريكيون إنهم يأملون في الحصول على رد من حماس قبل نهاية الأسبوع، رغم أن ترامب لم يطرح موعدًا نهائيًا محددًا.

الخطة الحالية تختلف عن النسخة السابقة بسبب تدخل نتنياهو

وفقا لأكسيوس، فإن الصفقة المعروضة الآن على حماس تختلف بشكل كبير عن تلك التي كانت الولايات المتحدة ومجموعة من الدول العربية والإسلامية قد وافقت عليها سابقًا، وذلك بسبب تدخل نتنياهو.

نتنياهو تفاوض على تعديلات جوهرية مع كوشنر ومبعوث البيت الأبيض

يوم الأحد، التقى مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف وصهر ترامب جاريد كوشنر لمدة ست ساعات مع نتنياهو ومستشاره المقرب رون ديرمر. وتمكّن نتنياهو من التفاوض على إدخال عدة تعديلات على نص الخطة، خصوصًا فيما يتعلق بشروط وجدول انسحاب إسرائيل من غزة.

الانسحاب الإسرائيلي مشروط ونطاق أمني دائم داخل غزة

المقترح الجديد يربط الانسحاب الإسرائيلي بتقدّم عملية نزع سلاح حماس، ويمنح إسرائيل حق النقض (الفيتو) على سير هذه العملية.

وحتى لو تم استيفاء جميع الشروط واكتمال المراحل الثلاث للانسحاب، ستبقى القوات الإسرائيلية داخل نطاق أمني في غزة "إلى أن تصبح غزة آمنة بالشكل الكافي من أي تهديد متجدد"، ما قد يعني إلى أجل غير مسمى. وكان مسؤولون من السعودية ومصر والأردن وتركيا غاضبين بشدة من هذه التغييرات، وفقًا لمصادر مطلعة لأكسيوس.

قطر حاولت ثني واشنطن عن نشر الخطة دون جدوى

حاول القطريون بدورهم إقناع إدارة ترامب بعدم نشر الخطة التفصيلية يوم الإثنين، بسبب تلك الاعتراضات. لكن البيت الأبيض نشرها على أي حال، ويحاول الضغط على الدول العربية والإسلامية لدعم الخطة.

وأصدرت ثماني دول بيانًا مشتركًا رحّبت فيه بإعلان ترامب من دون إبداء دعم كامل له. وقال مصدر إن القطريين أبلغوا بقية الدول أنه بعد هذا البيان الإيجابي العام، سيجري المزيد من المناقشات مع الولايات المتحدة حول التفاصيل.

يتكوف: الخطة تحظى بدعم واسع رغم وجود تفاصيل عالقة

وقال يتكوف في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" يوم الإثنين، إن خطة ترامب تحظى بدعم واسع في الشرق الأوسط وأوروبا. وأضاف: "لدينا تأييد كبير. هل ما زالت هناك بعض التفاصيل التي يجب تسويتها؟ نعم. لكن كما تعلمون، الرئيس ترامب… سيدفع الجميع نحو ذلك".

مسؤول عربي: رغم تعديلات نتنياهو.. هناك عناصر إيجابية للفلسطينيين

على الجانب الآخر: قال مسؤول عربي رفيع مشارك في المفاوضات لأكسيوس، إنه رغم أن نتنياهو نجح في تغيير النص، إلا أنه لا يزال يتضمن العديد من العناصر الإيجابية جدًا للفلسطينيين، بالإضافة إلى وقف القتل أخيرًا.

الخطة تستبعد التهجير والاحتلال وتعد بزيادة المساعدات لغزة

وأخرجت خطة ترامب التهجير القسري للفلسطينيين من غزة من دائرة النقاش، وكذلك أي احتلال إسرائيلي دائم للقطاع. كما استبعدت ضم إسرائيل للضفة الغربية المحتلة. بل وتضمنت وعودًا بزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة.

الخطة تتحدث عن مسار نحو تقرير المصير والدولة الفلسطينية

كما تشمل الخطة دعم إدارة ترامب لـ"مسار موثوق نحو تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية"، وتتعهد الولايات المتحدة باستئناف مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

إطلاق سراح الأسرى خلال 72 ساعة من قبول الاتفاق غير محسوم

وتنص الخطة أيضًا على أنه "خلال 72 ساعة من قبول إسرائيل العلني لهذا الاتفاق، سيُعاد جميع الأسرى الأحياء والقتلى". لكن من غير الواضح ما إذا كان قبول نتنياهو للخطة يوم الإثنين، قد أطلق هذه المهلة الزمنية.

احتمالية تأخر الاتفاق رغم التفاؤل الأمريكي

وحتى لو ردّت حماس بالإيجاب، فمن المرجّح أن الوصول إلى اتفاق نهائي سيستغرق وقتًا أطول بكثير من ثلاثة أيام، لكن حسب مسؤولين أمريكيين نقل عنهم أكسيوس، فإنهم يأملون أن يتم الضغط على حماس لقبول الخطة. وادّعى بعضهم أن هناك مؤشرات حديثة على استعداد بعض قادة حماس للمضي قدمًا.

وكان ترامب أكثر صراحة قائلاً: "إذا رفضت حماس الصفقة، سيكون دعمنا الكامل لإسرائيل للقيام بما يلزم".