
أكد النائب عادل اللمعي، عضو مجلس الشيوخ، أن اللقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، خلال زيارته إلى القاهرة، يجسد عمق العلاقات التاريخية الممتدة بين البلدين منذ أكثر من نصف قرن، والتي بدأت منذ تأسيس دولة الإمارات عام 1971، حين كانت القاهرة الداعم الأول لتجربة الاتحاد بين الإمارات السبع، وهو ما يعكس مكانة مصر الراسخة ودورها المحوري كقلب نابض للعالم العربي، ويؤكد أن العلاقة بين القاهرة وأبوظبي تتجاوز الطابع البروتوكولي إلى روابط استراتيجية ومصالح متبادلة راسخة.
وأضاف "اللمعي"، أن العلاقات المصرية – الإماراتية شهدت على مدار العقود الماضية مسارًا متناميًا، شمل تعاونًا سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا، ورسّخ تجربة فريدة في التضامن العربي، لاسيما وأن الإمارات كانت دومًا شريكًا استراتيجيًا وداعمًا رئيسيًا لمصر في مختلف المراحل الدقيقة، سواء عبر الاستثمارات والمشروعات التنموية الكبرى أو من خلال الدعم السياسي في القضايا الإقليمية والدولية.
وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن توقيت هذه الزيارة يعكس حجم التنسيق والتقارب الكبير في المواقف السياسية بين البلدين تجاه مختلف القضايا الإقليمية، خاصة في ظل التحديات الراهنة التي تمر بها المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي لاتزال عالقة وسط صمت المجتمع الدولي تجاه جرائم الاحتلال الإسرائيلي، موضحًا أن القاهرة وأبوظبي تنطلقان من رؤية موحدة تدعو دائمًا إلى التسوية السياسية للنزاعات، وحقن دماء الشعوب، وصون وحدة الأراضي العربية، وحماية الأمن القومي العربي من مخاطر الإرهاب والفوضى.
وأكد "اللمعي"، أن العلاقات الاقتصادية بين مصر والإمارات تشكل نموذجًا ناجحًا للتكامل العربي، حيث تُوجت بعدد من المشروعات الاستثمارية العملاقة التي تعكس الثقة الكبيرة في السوق المصرية، لكن يظل مشروع رأس الحكمة على الساحل الشمالي أبرزها وأكثرها أهمية، لما يمثله من نقلة نوعية ليس فقط على المستوى العقاري والسياحي وأيضا على صعيد قطاع الموانئ واللوجستيات وتعظيم السياحة البحرية بعدما صدر قرار وزاري بتخصيص ميناء بحري دولي سياحي مما يعظم الاستفادة من كل نواحي المشروع، بخلاف ذلك يسهم في خلق فرص عمل، وتنشيط حركة الاقتصاد، وجذب الاستثمارات الأجنبية، بما يعزز مكانة مصر كوجهة واعدة في المنطقة،كما يحمل المشروع أبعادًا بيئية وتنموية مستدامة تجعل منه نموذجًا استثماريًا متكاملًا.
وأوضح النائب عادل اللمعي، أن العلاقة الثنائية بين مصر والإمارات قائمة على أسس استراتيجية عميقة، ورؤية مستقبلية موحدة، تجعلها ركيزة أساسية للعمل العربي المشترك، ودعامة قوية لتحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة، مشددًا على أن ما يجمع البلدين من روابط تاريخية وإنسانية واقتصادية وسياسية يجعلها علاقة استثنائية لا تقتصر على الشعارات بل تُترجم إلى إنجازات واقعية ملموسة.