الرياضة

حكاية القمصان المتبادلة.. نجوم أشعلوا صراع الأهلي والزمالك عبر التاريخ

28 سبتمبر 2025 07:10 م

هبه حاتم

قطبي الكره المصريه

"حكاية القطبين والقمصان المتبادلة قبل قمة الغد" كرة القدم ليست مجرد لعبة، بل حكاية انتماء وعاطفة وصراع ألوان وفي مصر، لا حديث يعلو فوق صراع القطبين؛ الأهلي والزمالك، هما قطبان لا يلتقيان إلا في ميدان التنافس، لكنهما يجتمعان في رسم ملامح تاريخ الكرة المصرية، وبينما يظل الإنتماء شعارًا يتغنى به الجمهور في المدرجات، تأتي حكايات اللاعبين الذين ارتدوا القميصين لتضيف لمسة من الدهشة والجدل، وتكتب سطورًا مثيرة في دفتر العداوة التاريخية.

على مر السنين، كان انتقال أي لاعب بين الأحمر والأبيض أشبه بزلزال يهز الوسط الرياضي، جماهير غاضبة، صحف تتحدث، وملايين تتابع عن قرب كيف سيواجه هذا اللاعب تحدي الإنتقال من ضفة إلى أخرى، بعضهم نجح في أن يحفر اسمه في قلوب الجماهير رغم الإنتماء المزدوج، بينما تعثّر آخرون تحت ضغط الصافرات والهتافات المعارضة.

انتقالات تحمل طابعًا تاريخيًا

في فترات مبكرة، لم يكن الإنتقال بين القطبين بالأمر المستحيل، لكنه دائمًا كان ملفوفًا بالدهشة. الجماهير اعتبرت الأمر تحديًا للإنتماء، بينما رآه اللاعبون خطوة طبيعية في البحث عن فرصة للظهور أو منصة للبطولات، ومع مرور السنوات، بدأت هذه الانتقالات تتحول إلى "أحداث تاريخية"، حيث يصبح اللاعب الذي يغير قميصه من الأحمر إلى الأبيض أو العكس، مادة إعلامية تتصدر العناوين وتبقى عالقة في الذاكرة.

إمام عاشور آخر ضربة من الأهلي للزمالك في فيلم عنتر ولبلب (انفوجراف)

التسعينيات.. العصر الذهبي للجدل

شهد عقد التسعينيات أكثر اللحظات إثارة فيما يخص تبادل القمصان الإنتقالات لم تكن مجرد خطوات فنية، بل كانت بمثابة "زلزال" يهز الوسط الرياضي بالكامل، البعض نجح في إثبات نفسه في القطبين وأصبح أيقونة عند الجماهير، بينما آخرون تعرضوا لحملات شرسة ولم يستطيعوا التأقلم تحت ضغط الانتقادات.
هذه الفترة كانت شاهدة على صفقات قلبت موازين القوة بين الفريقين، ورسخت قناعة أن اللاعب قادر على أن يكون "بطلاً" في الضفتين.

مطلع الألفية.. الاحتراف يفرض كلمته

مع دخول الألفية الجديدة، بدأت فكرة الإحتراف تفرض نفسها أكثر على المشهد، لم يعد الإنتهاء وحده هو العامل الحاسم، بل أصبحت القيمة الفنية والعقود المادية تلعب دورًا مهمًا، الإنتقالات بين القطبين واصلت الحدوث، لكنها اكتسبت أبعادًا جديدة، أحيانًا بحث عن التقدير، وأحيانًا رغبة في التتويج بالألقاب، وأحيانًا مجرد قرار إداري بحت.

هذه المرحلة شهدت لاعبين استطاعوا الجمع بين قمصان القطبين وتحقيق البطولات مع كليهما، لتترسخ فكرة أن كرة القدم لعبة احترافية قبل أن تكون صراعًا عاطفيًا.

الزمالك

العقد الأخير.. عودة الضجيج

رغم تراجع حدة هذه الانتقالات لبعض الوقت، فإن العقد الأخير أعاد الملف إلى الواجهة بقوة. الانتقالات عادت لتكون موضوع الساعة، خاصة مع تطور وسائل الإعلام وانتشار السوشيال ميديا، فأي لاعب يقرر تغيير القميص يجد نفسه في مواجهة مباشرة مع ملايين الجماهير.

بعض هذه الخطوات أحدثت صخبًا كبيرًا، ليس فقط بسبب القيمة الفنية للاعب، بل بسبب ارتباطه العاطفي بجماهير ناديه السابق، وفي المقابل، هناك من نجح في كسب احترام جمهور الناديين معًا، بفضل الروح القتالية والالتزام داخل الملعب.

الحاضر والمستقبل

اليوم، ما زالت الظاهرة مستمرة وتثير الجدل، في كل موسم تقريبًا تطفو أخبار عن احتمالية انتقال نجم من الأبيض إلى الأحمر أو العكس، لتصبح الجماهير في حالة ترقب دائم، ومع دخول محترفين أجانب كبار في المشهد، أصبح الأمر لا يقتصر على اللاعبين المحليين فقط، بل يشمل أسماء لها وزنها في القارة الإفريقية والعالم العربي.

يبدو أن القصة لم ولن تنتهي، فالصراع التاريخي بين الأهلي والزمالك يضمن أن تظل هذه الحكايات جزءًا أصيلًا من تراث الكرة المصرية.

قائمة أبرز اللاعبين الذين ارتدوا قميص الأهلي والزمالك

حسين حجازي – جمال عبد الحميد – رضا عبد العال – حسام حسن – إبراهيم حسن – طارق السعيد – أيمن منصور – إبراهيم سعيد – زكريا ناصف – أحمد حسن "الصقر" – جمال حمزة – شريف عبدالمنعم  – مؤمن زكريا – عبد الله السعيد  – إسلام جمال – محمود كهربا – أحمد فتحي – إمام عاشور – أشرف بن شرقي – أحمد سيد "زيزو".

28 لاعبا مثلوا الأهلي والزمالك قبل موقعة الخميس

أخيرًا الإنتقالات بين الأهلي والزمالك ليست مجرد قصص كروية، بل هي فصول مكتوبة بالحبر الأحمر والأبيض في ذاكرة الكرة المصرية، بعضها صنع أساطير تُحكى للأجيال، وبعضها انتهى بالإخفاق والخذلان، لكن المؤكد أن هذه الظاهرة ستظل حاضرة طالما بقيت المنافسة مشتعلة بين القطبين، إنها شهادة على أن كرة القدم ليست مجرد مباراة، بل قصة انتماء، واحتراف، وصراع دائم على القلوب والبطولات.