الرياضة

برونو فيرنانديز.. بين براعة المايسترو وإحصائية الإخفاق من نقطة الجزاء

27 سبتمبر 2025 06:30 م

هبه حاتم

برونو فيرنانديز

منذ لحظة انضمامه إلى مانشستر يونايتد قادماً من سبورتنج لشبونة في يناير 2020، أحدث البرتغالي برونو فيرنانديز نقلة نوعية في أداء "الشياطين الحُمر"، فقد جاء في وقت كان فيه الفريق يعاني من تذبذب النتائج وغياب الشخصية داخل الملعب، ليُعيد بتمريراته الدقيقة، وأهدافه الحاسمة، وشخصيته القيادية بعضاً من البريق المفقود إلى أولد ترافورد.

ورغم الأثر الهجومي الكبير الذي تركه منذ ظهوره الأول، إلا أن مسيرة فيرنانديز في الدوري الإنجليزي الممتاز ارتبطت أيضاً برقم سلبي يطارده حتى اليوم، إذ أصبح أكثر لاعب يهدر ركلات جزاء في البريميرليج منذ قدومه، بعدما فشل في التسجيل من نقطة الجزاء في 6 مناسبات مختلفة.

 

مانشستر يونايتد

براعة التنفيذ ووجه آخر للإخفاق

عُرف برونو منذ بداياته في إنجلترا بقدرته الاستثنائية على تنفيذ ركلات الجزاء بأسلوب مميز يعتمد على التريث والخداع عبر ما يُعرف بـ"قفزة فيرنانديز"، هذه الطريقة جعلته في البداية مرعباً لحراس المرمى، حيث سجّل سلسلة ناجحة من الركلات من دون إهدار، لكن مع مرور الوقت، بدا أن الحُراس درسوا طريقته وأصبحوا أكثر استعداداً لمواجهتها، ما أدى إلى تراجع دقته وتعرضه للإخفاق المتكرر.

تأثير مباشر على الفريق

إضاعة ركلات الجزاء ليست مجرد رقم في خانة الإحصائيات، بل لها أثر مباشر على نتائج مانشستر يونايتد، ففي مباريات حاسمة، كانت بعض هذه الإخفاقات سبباً في فقدان نقاط ثمينة في سباق الدوري أو حتى في مواجهات حاسمة بدوري الأبطال والدوري الأوروبي، جماهير الفريق، التي طالما تغنت بقائدها البرتغالي، لم تُخفِ إحباطها في أكثر من مناسبة بعد إهداره لركلات كان يمكن أن تغيّر مجرى اللقاء.

مقارنات مع كبار المنفذين لركلات الجزاء

اللافت أن فيرنانديز، رغم كونه الأكثر إهداراً منذ انضمامه، ما زال يتمتع بنسبة تسجيل جيدة إجمالاً إذا ما قورنت بمحاولاته الكثيرة، فـ محمد صلاح نجم ليفربول وهاري كين الهداف التاريخي لتوتنهام أيضاً سبق وأن أهدرا ركلات مؤثرة، لكنهما تميزا بقدرة أكبر على استعادة الثقة بعد كل إخفاق، في حين أن أسلوب برونو الخاص جعله عرضة للنقد مع كل محاولة غير ناجحة.

فرنانديز ينتقد مانشستر يونايتد «الكسول»

لاعب لا غنى عنه

ورغم هذه الإحصائية السلبية، لا يمكن التقليل من قيمة فيرنانديز بالنسبة لمانشستر يونايتد، فهو لا يزال أحد أكثر اللاعبين صناعة للفرص في البريميرليج منذ قدومه، كما ساهم بتسجيل وصناعة أكثر من 100 هدف مع الفريق في مختلف البطولات، شخصيته القيادية جعلته يرتدي شارة القيادة بشكل دائم تقريباً، وهو ما يعكس الثقة التي يحظى بها من الجهاز الفني وزملائه.

المتابعون يرون أن الإحصائية، رغم سلبيتها، لا تقلل من حجم الإنجاز الذي حققه اللاعب مع اليونايتد، فالمعادلة التي تجمع بين أرقامه الكبيرة من حيث التسجيل والصناعة، وبين إخفاقاته المتكررة من نقطة الجزاء، تُظهر أن فيرنانديز لاعب مؤثر بشكل استثنائي، لكنه ليس بمنأى عن الضغوط والأخطاء التي يتعرض لها أي نجم في كرة القدم.

في نهاية المطاف، يظل برونو فيرنانديز شخصية بارزة في تاريخ مانشستر يونايتد الحديث والدوري الإنجليزي الممتاز، وبينما ستبقى ركلات الجزاء المهدرة نقطة سوداء في سجله، فإن ما قدمه وما يقدمه من إضافة هجومية وقيادة للفريق يجعله أحد أهم نجوم جيله، وربما تبقى هذه الثنائية، المايسترو الذي يضيء المباريات بتمريراته، واللاعب الذي يخذله الحظ أحياناً من نقطة الجزاء، جزءاً أصيلاً من حكايته مع البريميرليج