أخبار

الرئيس السيسى يعقد لقاء مغلقًا ومباحثات موسعة مع نظيره الرواندى

23 سبتمبر 2025 04:14 م

الرئيس السيسى يعقد لقاء مغلقًا ومباحثات موسعة مع نظيره الرواندى

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، في قصر الاتحادية بول كاجامي، رئيس جمهورية رواندا، حيث أقيمت مراسم استقبال رسمية عزفت خلالها السلامان الوطنيان لمصر ورواندا، تلاها لقاء مغلق ثم جلسة مباحثات موسعة بمشاركة وفدي البلدين.

تعزيز التعاون الثنائي بين مصر ورواندا

رحب الرئيس السيسي بالرئيس كاجامي مشيدًا بالعلاقات التاريخية الوثيقة بين البلدين، وأكد أهمية تطوير التعاون في القطاعات الاقتصادية والتجارية والطبية، مع التركيز على مجالات الاستثمار المشترك مثل الدواء، المستلزمات الطبية، المنتجات الغذائية، والتشييد والبناء.

دعم مصر لتنمية رواندا

أعرب الرئيس السيسي عن حرص مصر على دعم رواندا في تحقيق تطلعاتها التنموية وتعزيز بناء القدرات بما يتماشى مع رؤية رواندا للتنمية 2050، بينما أشاد الرئيس كاجامي بالتعاون المثمر بين البلدين وتطلع رواندا إلى توسيعه.

مناقشة القضايا الإقليمية والدولية

تناول اللقاء الأوضاع في منطقة البحيرات العظمى والقرن الأفريقي، حيث جدد الرئيس السيسي دعم مصر للأمن والاستقرار في المنطقة، وناقش الجانبان سبل تعزيز السلم والأمن الإقليميين، بالإضافة إلى تعزيز التكامل بين دول حوض النيل مع التأكيد على احترام القانون الدولي وإدارة المياه المشتركة.

التعاون داخل الاتحاد الأفريقي والقضية الفلسطينية

اتفق الرئيسان على مواصلة التنسيق في الاتحاد الأفريقي، مع إشادة بجهود كل منهما في ملفات إعادة الإعمار والإصلاح المؤسسي. كما بحثا تطورات القضية الفلسطينية، حيث قدم الرئيس السيسي شرحًا عن جهود مصر في وقف الحرب الإسرائيلية على غزة وتقديم المساعدات الإنسانية، مؤكدًا دعم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

توقيع مذكرات تفاهم ومؤتمر صحفي مشترك

شهد الرئيسان توقيع عدد من مذكرات التفاهم في مجالات إدارة الموارد المائية، تخصيص الأراضي، الإسكان، وتعزيز الاستثمار، ثم عقدا مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا استعرضا خلاله نتائج المباحثات والتأكيد على أهمية تطوير العلاقات بين البلدين.

كلمة الرئيس السيسي في المؤتمر الصحفي

وفيما يلي نص كلمة السيد الرئيس خلال المؤتمر الصحفي:
"بسم الله الرحمن الرحيم
أخى العزيز، فخامة الرئيس/ بول كاجامى..
رئيس جمهورية رواندا الشقيقة،
السيدات والسادة الحضور،
يسعدنى أن أرحب بأخى.. فخامة الرئيس "بول كاجامى".. ضيفًا كريمًا فى وطنه الثانى "مصر".. وأن أعرب عن بالغ تقديرى لهذه الزيارة.. التى تجسد عمق الروابط التاريخية بين بلدينا.. وتعبر عن إرادتنا المشتركة فى تعزيز التعاون الثنائى.. وتكثيف التشاور والتنسيق.. إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.
لقد أجريت مع فخامة الرئيس "كاجامى".. مباحثات بناءة ومثمرة.. عكست تطابق الرؤى وصدق النوايا.. فى دفع علاقاتنا نحو آفاق أرحب.. لاسيما فى مجالات الصحة والتعليم وبناء القدرات، والنقل والتجارة والاستثمار، وإدارة الموارد المائية، وصناعة الأدوية والمستلزمات الطبية، والتشييد والبناء.
كما تناولنا سبل تعزيز نقل الخبرات المصرية.. وتقديم الدعم الفنى.. وتطوير الكفاءات الوطنية فى رواندا.. بما يخدم مصالح شعبينا.. ويلبى تطلعاتهما نحو التنمية والازدهار.
وقد أكدنا خلال اللقاء.. عزمنا على الارتقاء بمستوى الشراكة بين بلدينا.. التى تعود جذورها إلى ستينيات القرن الماضى.. والعمل على زيادة حجم التبادل التجارى.. وتشجيع الاستثمارات المتبادلة.. بما يسهم فى ترسيخ التعاون الاقتصادى بين مصر ورواندا.
وفى هذا السياق؛ أشدت بما حققته رواندا.. من إنجازات لافتة خلال سنوات قليلة.. تحولت خلالها إلى نموذج يحتذى به.. فى المصالحة الوطنية، وتوحيد الصف الداخلى، والانطلاق نحو بناء اقتصاد قوى ومستدام.
وفى إطار تعزيز التعاون القائم؛ شهدت مع فخامة الرئيس "كاجامى".. مراسم توقيع عدد من مذكرات التفاهم فى مجالات متعددة.. من بينها إدارة الموارد المائية، وتبادل تخصيص الأراضى لأغراض لوجستية واقتصادية وتجارية، والإسكان، وتعزيز وحماية الاستثمار.
الحضور الكريم،
لقد أعربت لفخامة الرئيس.. عن تقديرنا للمواقف المتوازنة.. التى تتبناها رواندا تجاه العديد من الملفات الإقليمية.. التى تحظى باهتمام مشترك من بلدينا.
كما ثمنت استمرار التشاور بين القاهرة وكيجالى.. ودوره الفاعل فى دعم جهودنا.. الرامية إلى إيجاد حلول سلمية توافقية.. للأزمات التى تشهدها منطقة شرق إفريقيا، وحوض النيل، والبحيرات العظمى.
وفى هذا الإطار؛ أكدت حرص مصر على دعم جهود إحلال السلام، واستعادة الأمن والاستقرار فى شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.. ومساندة المساعى التى يبذلها الوسطاء الأفارقة والدوليون والإقليميون.. وتشجيع الأطراف المعنية على الانخراط الجاد.. فى مسارات الحل السلمى.. بروح من المسئولية وحسن النية.
كما استعرضت الدور المصرى المقترح.. لدعم تنفيذ اتفاق واشنطن.. لاسيما فيما يتعلق بإجراءات بناء الثقة، ومحاور تعزيز وبناء السلام.. وفى مقدمتها جهود إعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات.. انطلاقا من ريادة مصر لهذا الملف داخل الاتحاد الإفريقي.. واستنادا إلى الخبرات التى تتمتع بها مصر فى هذا المجال.
وقد استمعت باهتمام بالغ.. إلى رؤى وتقديرات فخامة الرئيس.. بشأن مستقبل التسوية المستدامة فى منطقة البحيرات العظمى.. واتفقنا على مواصلة التشاور والتنسيق.. وصولا إلى تحقيق السلام والاستقرار المنشودين.
كما تناولنا قضية مياه النيل.. حيث أكدت لفخامة الرئيس.. أن هذه القضية تمثل مسألة وجودية لمصر وشعبها.. وأننــا لا نقبـــل المســــــاس بحقوقنــــــا المائيـــــــة.. فى الوقت الذى نبدى فيه انفتاحا كاملا.. على التعاون البناء مع أشقائنا فى دول الحوض.. من أجل إدارة هذا المورد الحيوى، بشكل يحقق التنمية المشتركة.. بعيدا عن منطق الهيمنة أو الإضرار بمصالح أى طرف. 
كما أعربت عن تطلعنا لاستمرار الدور الرواندى الإيجابى.. فى تعزيز روح التفاهم والتعاون فى منطقة حوض النيل.. ومراعاة الشواغل المصرية فى هذا الملف المصيرى.
السيدات والسادة،
تناولنا كذلك؛ عددا من القضايا الإقليمية والدولية.. من بينها الأوضاع فى منطقة القرن الإفريقى.. وتطورات الأزمة فى السودان الشقيق .. فضلا عن ملفات العمل الإفريقى المشترك.
وقد اتفقنا على مواصلة التنسيق وتبادل الرؤى بين القاهرة وكيجالى.. بما يسهم فى دعم جهود التسوية.. وتحقيق الأمن والاستقرار فى القارة.
كما تطرقنا إلى تطورات القضية الفلسطينية.. حيث أطلعت فخامة الرئيس.. على الجهود التى تبذلها مصر لوقف الحرب الجارية.. وزيادة المساعدات الإنسانية.. وإطلاق سراح الرهائن والأسرى.
وأكدت رفض مصر القاطع.. لأى محاولات لتهجير الأشقاء الفلسطينيين من أرضهم..
وأنه لا بديل عن الالتزام بقرارات الشرعية الدولية ومبادئ القانون الدولى.. لإطلاق عملية سياسية جادة.. تفضى إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.. على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها "القدس الشرقية".
كما شددت على أهمية دعم السلطة الفلسطينية.. لتكون شريكا أساسيا.. فى أى عملية سياسية.. وفى جهود إعادة الإعمار.
وفى هذا السياق؛ رحبنا بنتائج مؤتمر "حل الدولتين".. الذى عقد فى "نيويورك" يوم أمس، الثانى والعشرين من سبتمبر.. واعتراف عدد من الدول بالدولة الفلسطينية.. بما يعزز حل الدولتين؛ كمسار وحيد.. لتحقيق السلام الدائم والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط.
أخى فخامة الرئيس "بول كاجامى"،
أجدد الترحيب بكم فى بلدكم الثانى "مصر".. وأعرب عن تطلعى إلى مواصلة العمل المشترك بيننا.. بما يحقق المصالح المتبادلة لشعبينا.. ويسهم فى تعزيز وحدة قارتنا الإفريقية.. ودفع مسيرتها نحو التقدم والازدهار.