
في ساعة مبكرة من فجر يومٍ مرعب في قطاع غزة، باغتت آلام الولادة ياسمين أحمد - مساعدة ولادة تعمل بمستشفى الشفاء - وهي محاطة بصوت القصف وصرخات الخوف، دون وجود من يساعدها أو يطمئن أطفالها الصغار.
فشل محاولات النقل والإسعاف
تقول ياسمين إنها استيقظت عند الرابعة فجراً على آلام متسارعة، فخرج زوجها يهرول باحثًا عن إسعاف أو وسيلة نقل إلى المستشفى، لكن الحصار والأوضاع الميدانية منعا وصول أي مساعدة.
مع تزايد الألم وبدء الطلق في الشهر السابع من الحمل، اضطرت ياسمين لأن تتولى مهمة الولادة بنفسها داخل منزلها في حي الزيتون المحاصر. طلبت من أطفالها أن يفرشوا أرضية المنزل، ولم يكن هناك مسكنات أو رعاية طبية متاحة.
لحظة الميلاد والانتصار
تحكي ياسمين أنها شعرت أن حياتها وحياة جنينها على المحك، لكنها نجحت في إنجاب طفلها، فأمسكت برأسه وجسده، ورأت كأن الأصوات كلها توقفت سوى صوت طفلها وصوتها. قطعت الحبل السري بنفسها، ألبسته ثيابًا، وبدأت الرضاعة منذ الدقيقة الأولى.
تقول ياسمين إن التجربة جعلتها تشعر بأنها "ولدت معه من جديد"، وأنها قاتلت للبقاء ولأجل أن يرى طفلها النور وسط حالٍ من الظلام والخطر الناجم عن الاعتداءات.