
فى واقعة مأساوية، تجرد شخص وزوجته من كل مشاعر الإنسانية، وردّا الجميل بالنكران والجحود والطمع، واتفقا على التخلص من مسن قدّم لهما يد العون مرات ومرات، طمعًا فى أمواله، بعدما نصّبا نفسيهما ملَكيْ الموت وظنّا أنه فى أيامه الأخيرة، فلماذا لا يُعجِّلان بهذه الأيام للاستفادة منه حتى النهاية.
كشفت تحقيقات النيابة العامة أن المجنى عليه مسن يُدعى "بدوي"، يبلغ من العمر ٨٣ عامًا، يقيم بمسكنه بمفرده بعد زواج أبنائه.
تعرّف على شاب وزوجته ونجلتهما الصغيرة، ووفّر لهم مسكنًا فى منزله، وساعدهم بالأموال وبعض المفروشات نظرًا لضيق حالهم، كما ناشد جيرانه ومعارفه لمساعدتهم، وكان يقوم بتوفير الطعام لهم. وفى غفلة من أبنائه، قرّر الزوجان التخلص منه وسرقته.
وأضافت التحقيقات أن فكرة شيطانية سيطرت على الزوج وزوجته، ويوم الواقعة، وبعد مغادرة أبنائه لبيته، انقضّا عليه كالمفترس على فريسته، فقاما بضربه وتكبيل يديه، وكسر عنقه، وخنقه حتى تسبب الضغط فى كسر القصبة الهوائية ووفاته فى الحال، ثم سرقاه وفرا هاربين.
وقال نجل المجنى عليه إن والده لم يكن ميسور الحال، وإن المتهمين قاموا بسرقة بضع جنيهات، وبعض الأثاث والأواني، وأنه كان يطلب منهم الأموال لشراء الحفاضات لنجلتهما، وعند اعتراضهم كان يقول" رحمة لروح امكم"، وأضاف أنهما قتلا والده بأبشع الطرق رغم مساعدته لهما خلال شهر منذ سكنهما وحتى يوم الواقعة.
مناظرة الجثة
جاء فى مناظرة النيابة لجثة المجنى عليه أنه مسن فى العقد الثامن، ظهرت عليه آثار ضرب بالعين، وكسر فى العنق والقصبة الهوائية نتيجة الخنق، إضافة إلى آثار زرقة على اليدين نتيجة تكبيله.
وأمرت النيابة بتشريح الجثة، والتصريح بالدفن، وحبس المتهميْن على ذمة التحقيقات، وتوجيه تهم السرقة بالإكراه والقتل العمد إليهما.