أخبار

يوسف الحسيني: الناس اللي بتقول فين أيام مبارك؟ ليه محسسيني إنكم وقتها بتشتروا شاليهات في الساحل

24 أغسطس 2025 10:27 م

أماني خليل

الإعلامي يوسف الحسيني

وجه الإعلامي يوسف الحسيني هجوم قوي على ما وصفه بـ"نوستالجيا مبارك"، موجّهًا حديثه إلى من يروّجون لفكرة أن الحياة قبل 2011 كانت أفضل، قائًلا: "معقول يا جماعة، أنتم محسّسيني إن الكل كان عايش في شاليهات الساحل الشمالي أو بيوت الزمالك وجاردن سيتي؟!".

كما أوضح يوسف الحسيني، خلال تقديمه برنامج "مساء جديد" على قناة المحور، أن كثيرين باتوا يتغنون بماضي عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، لكنهم يتناسون الأزمات المعيشية الحقيقية التي عاشها المواطن المصري، وعلى رأسها طوابير الخبز الطويلة، وأزمات النقل، وغياب العدالة في توزيع الدعم.

طوابير الخبز و"الدولار المدعوم"

استحضر يوسف الحسيني مشاهد مؤلمة من حياة المصريين في ذلك الوقت، مشيرًا إلى أن طوابير الخبز كانت تمتد لساعات، وأن بعض الحوادث وصلت إلى اشتباكات وطعن بالسكاكين للحصول على رغيف مدعوم. وأضاف: "هل يُعقل أن يحن الناس لعصر شهد حادثة طعن بسبب الخبز؟!".

كما انتقد يوسف الحسيني من يتباهون بسعر الدولار في ذلك الوقت (5.5 جنيه)، موضحًا أن هذه السياسة لم تفد المواطن العادي، بل كانت موجهة للأثرياء الذين استوردوا السيارات الفارهة، بينما المواطن البسيط كان بالكاد يملك سيارة 128 أو نيفا، وغالبًا كان يزقها أكثر مما يقودها.

أزمة الدعم وتوزيعه غير العادل

أوضح يوسف الحسيني أن الدعم في عهد مبارك لم يكن يخدم الفقراء بقدر ما استفاد منه الأغنياء، سواء في أسعار البنزين أو الدولار المدعوم. وقال: "اللي كان عنده عربية سعة تنكها 70 لتر كان بياخد بنزين مدعوم زيه زي المواطن البسيط اللي سيارته بالكاد 45 لتر، إن وُجدت أصلًا".

وأشار يوسف الحسيني إلى أن هذه السياسات كرّست التفاوت الطبقي وزادت من الفجوة بين المجتمعين، مضيفًا: "الدولة كانت تضحك على الشعب بمسكنات وهمية، بينما الأزمات المعيشية الحقيقية كانت تزداد تفاقمًا".

تجاهل مشكلات القاهرة 

وفي حديثه عن أزمة التكدس السكاني والمروري، أكد يوسف الحسيني أن نظام مبارك تجاهل تمامًا مطالب النخب والمثقفين بنقل العاصمة أو إنشاء مدن جديدة لتخفيف الضغط عن القاهرة الكبرى. وأردف: "كانوا يسمعون بآذان من طين وعجين، بينما العاصمة تختنق عامًا بعد عام".

وأشار يوسف الحسيني إلى أن فكرة العاصمة الإدارية الحالية كانت مطروحة منذ الثمانينيات والتسعينيات، لكنها لم تُنفّذ إلا بعد عقود طويلة، ما جعل الأوضاع أكثر سوءًا بالنسبة للمواطنين في تلك الفترة.

مأساة الدويقة والعشوائيات

استعاد يوسف الحسيني مأساة "صخرة الدويقة" التي انهارت على سكان بسطاء يعيشون في عشش تحت جبل، معتبرًا أن هذه الحادثة كانت رمزًا لفشل الدولة في حماية مواطنيها وتوفير حياة كريمة لهم.

وأضاف يوسف الحسيني أن سياسة الترحيل العشوائي للأهالي إلى مناطق بعيدة، دون توفير مدارس أو مرافق أساسية، كشفت غياب الرؤية التنموية في ذلك العصر، مؤكدًا أن كثيرًا من المصريين كانوا يعيشون في "مأساة اجتماعية" تحت خط الفقر.

مقارنة بين الأمس واليوم

من جانب آخر، نوه الحسيني أن الأوضاع المعيشية صعبة اليوم، لكنه شدد على أن هناك مشروعات حقيقية لإعادة تأهيل مناطق العشوائيات مثل "بشاير الخير" و"روضه السيدة" و"الخيالة" و"بطن البقرة"، مؤكدًا أن هذه النقلة النوعية لم تكن موجودة في عصر مبارك، الذي تجاهل احتياجات ملايين المصريين لعقود.

وأشار يوسف الحسيني إلى أن شوارع القاهرة اليوم ربما ما زالت مزدحمة، لكن الدولة تحاول خلق بدائل عبر مدن جديدة ومشروعات إسكان حضارية، بينما في الماضي لم تكن هناك حلول سوى "المسكنات السياسية والاقتصادية".