
تُعد محافظة الجيزة ثاني أكبر محافظات الجمهورية من حيث عدد مقاعد البرلمان، سواء على نظام القائمة أو النظام الفردي، إذ حصلت على 23 مقعدًا بالقائمة و25 مقعدًا بالنظام الفردي، ليصبح إجمالي مقاعدها 48 مقعدًا.
وتبرز دائرة الجيزة (الجيزة – الدقي – العجوزة) كواحدة من أكثر الدوائر سخونة تاريخيًا، رغم أنها تضم مقعدين فقط على النظام الفردي، إلا أنها لطالما شهدت صراعًا قويًا بين مرشحي الحزب الوطني سابقًا ومرشحي جماعة الإخوان الارهابية ، قبل أن تتحول لاحقًا إلى ما يشبه “دائرة مغلقة ” لصالح رجل الأعمال محمد أبو العينين.
اليوم، يُعد النائب محمد أبو العينين أبرز المنافسين على مقاعد الدائرة، ورغم انتقاله من حزب مستقبل وطن إلى حزب الجبهة، إلا أن المنافسة تبدو محسومة لصالحه، حتى أن البعض يعتبر الدائرة مغلقة له تمامًا، وذلك بفضل:
• استثماراته الضخمة في الأعمال الخيرية والخدمية (عيادات، مساعدات، دعم مشروعات صغيرة، قوافل طبية، مساعدات موسمية).
• حضوره المستمر في الشارع الجيزاوي، حيث يتحدث الأهالي أنه موجود بخدماته طوال العام وليس فقط في مواسم الانتخابات.
ورغم هذا النفوذ، لا يمكن إغفال تاريخ المنافسة في الدائرة، فقد شهدت:
• بروز محمد بدوي دسوقي، أحد كوادر الحزب الوطني في الجيزة، الذي ترشح في انتخابات مجلس الشعب عامي 2005 و2010، والذي توفى وهو نائب عام 2019 خلال حفل زفاف نجلته بأحد الفنادق الكبرى.
• نجاح النائب الإخواني عزب مصطفى القيادى بجماعة الإخوان المسلمين، وعضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة منذ عام 2000 وحتى 2010، حيث كان أحد أبرز منافسي الحزب الوطني قبل أحداث ثورة يناير.
وبذلك تظل دائرة الجيزة مثالًا حيًا على تطور الصراع الانتخابي في مصر: من منافسة شرسة بين الوطني والإخوان، إلى احزاب مستقبل وطن والجبهة الوطنية