سياسة

إسرائيل الكبرى «طلقات فشنك» عليا الوفد: نتنياهو يهرب من الرفض الشعبى.. للتصريحات العنترية

14 أغسطس 2025 05:11 م

كارما حازم

حمادة بكر عضو الهيئة العليا لحزب الوفد

أكد حمادة بكر عضو الهيئة العليا لحزب الوفد أن تصريحات بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى الأخيرة، حول فكرة «إسرائيل الكبرى» أعادت إلى الواجهة الفكر الإستعمارى الذى يعكس الطموحات التوسعية للصهيونية فى المنطقة، مع حلمها الممتد من النيل إلى الفرات، وهو الحلم الذى حاولت الأيديولوجيا الصهيونية تسويقه لعقود طويلة.


وقال إن هذه التصريحات، بطابعها الإستفزازى، أشعلت موجة من الغضب بين الشعوب العربية والإسلامية، التى تعتبر مثل هذه الأحلام محاولة لطمس الهوية وتغيير الحقائق التاريخية والجغرافية، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسى الإٍقليمى.

وأضاف "بكر"، أن الإعلام الإسرائيلى، كما هو معتاد، تلقف كلمات نتنياهو ووصفه بأنه «مبعوث العناية الإلهية»، وبدأ فى تضخيمها لتتماشى مع أهدافه الدعائية فى الداخل والخارج، لكن هذه الصورة المنمقة تخفى وراءها مأزقاً داخلياً واضحا؛  فمن الواضح أن نتنياهو يواجه أضعف أوقاته السياسية فى ظل اتهامات متزايدة من الداخل الإسرائيلى، خاصة من أهالى الأسرى والقتلى الذين يحملونه مسئولية الفشل الذريع فى إدارة حرب غزة الأخيرة.

وشدد عضو الهيئة العليا للوفد، على أن هذا الفشل الساطع دفعه للإعتماد على الخطاب الدينى ليبرر إخفاقاته أمام شعبه، وهو تكتيك قد ينجح فى إرضاء بعض الأطراف، لكنه يغرق إسرائيل أكثر فى الأزمات الخارجية والداخلية.
وأشار بكر خلال تصريحات صحفية، إلى أن الأحداث المتتالية أظهرت أن المنطقة العربية والشرق الأوسط بشكل عام لا يزال عصيا على الهيمنة الإسرائيلية بما تحمله من أيديولوجيات توسعية، موضحاً أن التاريخ شاهد على ذلك، حيث تجسد مشهد «عودة الأسرى» الإسرائيليين بعد حرب أكتوبر 1973 وهم يرتدون «بيجامات الكستور»، كرمز حى لهشاشة المشروع الإستعمارى الصهيونى أمام الإرادة العربية، ورغم أن تلك الحقبة التاريخية أصحبت جزءاً من الماضى، إلا أن الرسالة التى تحملها تبقى مؤثرة، وهى أن الشعوب العربية لديها القدرة والإستعداد لمواجهة الأطماع الإسرائيلية مهما تعددت صورها.


واختتم "بكر" تصريحاته مؤكداً أن نتنياهو الذى بات رمزاً للدموية والسياسات المجنونة، أصبح عبئا على إسرائيل نفسها، داخلياً إلى جانب عزلة دولية متزايدة بسبب ملاحقته المستمرة كمجرم حرب، وبينما يحاول نتنياهو الهروب من مسئولياته عبر إفتعال الأزمات، يبدو أنه يسير نحو سيناريو كارثى قد يهدم المعبد فوق رؤوس الجميع، بما فيهم حلفاؤه السياسيون الذين باتوا يدركون مدى خطورة بقائه فى السلطة.