اقتصاد

هبة العشري في حوار عن قرب: هدفنا تخريج شباب قادر على خلق فرصة عمل بنفسه

27 يوليو 2025 05:30 م

حوار عن قرب

قالت د. هبة العشري، مدير مركز ريادة الأعمال بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، إن ريادة الأعمال بانت جزءا أصيلا من الحراك الاقتصادي في مصر، مشيرة إلى أن اندفاع عدد متزايد من الشباب نحو تأسيس مشروعات خاصة يُظهر تغييرا حقيقيا في طريقة تفكير الجيل الجديد تجاه العمل الحر والإنتاج.
جاء ذلك خلال لقائها مع الإعلامي أحمد العصار في برنامج حوار عن قرب على قناة TeN الفضائية حيث تحدثت عن الدور الحيوي الذي يؤديه المركز في دعم الطلاب وتأهيلهم لمتطلبات سوق العمل، من خلال برامج تطبيقية وتجارب واقعية داخل الحرم الجامعي، تحاكي بيئة الأعمال الحقيقية، وتؤسس لنماذج مشروعات قادرة على الاستمرار والنمو.


كواليس انطلاق مركز ريادة الأعمال
استعرضت العشري، بدايات رحلتها مع ملف ريادة الأعمال، والتي انطلقت من خلال عملها المباشر مع طلاب كلية الإدارة، مشيرة إلى أن عددًا كبيرًا من الطلاب كانوا يعانون من غياب الرؤية المهنية، وعدم وضوح المسار بعد التخرج، وهو ما دفعها للتفكير في تقديم حلول حقيقية.
وأضافت أن هذه الرؤية تطورت لتصبح مشروعًا متكاملا، بدعم من د. إسماعيل عبد الغفار، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري الذي تبنى الفكرة وقدم لها دعما مؤسسيا جعل من مركز ريادة الأعمال كيانا فاعلا داخل الأكاديمية، يربط الطلاب بسوق العمل ويفتح أمامهم آفاق العمل الحر.


أوضحت د. هبة، أن المركز تطور من جهود تطوعية فردية لأعضاء هيئة تدريس ينتمون لعائلات ذات خلفيات تجارية، إلى مركز احترافي يقدم حزمة متكاملة من الخدمات تشمل التدريب، والإرشاد، وبناء نموذج العمل التجاري، وحتى عرض الفكرة أمام مستثمرين في مسابقات وفعاليات رسمية.
ولفتت إلى أن الأكاديمية كانت من أوائل المؤسسات التعليمية التي أدخلت ثقافة ريادة الأعمال في منظومتها. وهو ما أسهم في نشر الوعي الريادي بين الطلاب.


نقلة نوعية في فكر العمل الحر بين الشباب
في تعريفها للمشروع الريادي شددت العشري، على أن الفكرة الأساسية تقوم على تقديم حل مبتكر لاحتياج
واقعي في السوق، مع الاعتماد على التكنولوجيا كعنصر أساسي يحقق التوسع بأقل تكلفة.
وقالت الفارق بين شركة تقليدية وشركة ناشئة ريادية هو في كيفية استخدام التكنولوجيا لتقليل التكاليف وزيادة فرص الانتشار، والابتكار هو جوهر ريادة الأعمال.
اشارت العشري، إلى تحول واضح في توجهات الطلاب، مؤكدة أن الجيل الجديد أصبح أكثر إقبالا على فرص ريادة الأعمال، ولم يعد في حاجة لمن يدعوه للتجربة، بل يبحث بنفسه عن البرامج والدورات التي تعزز فرصه في تأسيس مشروعه الخاص.


وأضافت: «الهدف الأساسي من عملنا في الجامعات ليس فقط تأسيس شركات بل تكوين عقلية ريادية قادر على صنع الفارق في أي مكان يعمل فيه صاحبها».
أكدت العشري، أن منظومة ريادة الأعمال في مصر تشهد نضجا واضحًا بفضل الدعم الحكومي والاهتمام المؤسسي المتزايد، موضحة أن كل وزارة بانت تمتلك جهة أو إدارة تهتم بدعم المشروعات الصغيرة والابتكار.
وأشارت د. هبة، إلى أن زياراتها لعدد من الدول أثبتت أن مصر قادرة على المنافسة، خاصة مع ارتفاع نسبة الشباب وانتشار العقول القادرة على الإبداع، ما يجعل من بيئة ريادة الأعمال المصرية واحدة من أكثر البيئات الواعدة في المنطقة.


أسبوع ريادة الأعمال».. تجربة واقعية لصناعة رواد أعمال
كشفت العشري، أن المركز ينظم سنويا أسبوع ريادة الأعمال"، وهو برنامج تطبيقي متكامل يخوض فيه الطالب تجربة الريادة من الفكرة وحتى عرض المشروع على لجنة من الخبراء والمستثمرين، بما يساعد على ترسيخ الفكر الريادي العملي وليس النظري فقط.


وأشارت إلى أن هذه الفعالية تمثل نموذجا تطبيقيا يعكس فلسفة المركز في دمج التعلم بالتجربة الحقيقية.
وفيما يتعلق بدعم تأسيس المشروعات، أكدت د. هبة، أن المركز يعمل من خلال شراكات محلية ودولية مع جهات مانحة، ومنظمات داعمة للمشروعات الناشئة، لتوفير مصادر تمويل واحتضان وتوجيه قانوني وفني الأصحاب الأفكار.
وقالت إن هذا التكامل يسهم في نقل الأفكار من حيز النظرية إلى التطبيق، ويزيد من فرص استدامة Acti المشروعات.


2010 واختتمت العشري حديثها بالتأكيد على أن الأكاديمية تملك ما يمكن وصفه بـ"بنك أفكار" ناتج عن تفاعل الطلاب والمشاركين في مختلف البرامج، مشيرة إلى أن الشباب المصري لديه الحماس والطموح والقدرة على التميز متى توافر له الدعم والتوجيه المناسب