لم ينجح محمد عبد اللطيف، وزير التعليم والتعليم الفني، فقط في إعادة بناء النظام التعليمي على أسس حديثة تعتمد على الجودة والانضباط، لكنه هزم أيضا بعبع الثانوية العامة و"بالضربة القاضية"، فلا يستطيع أحد أن ينكر أن الأسر التي بات يطاردها هاجس الثانوية العامة لعشرات السنين وترفع حالة الطوارئ وتقف على “رجل واحدة” أمام عام تحديد مصير أبناءهم، هي الآن أصبحت بلا ضغوط نفسية وتحولت امتحانات الثانوية إلى أشبه ما يكون بـ"امتحانات صفوف النقل".
الوزير في مواجهة أصحاب المصالح الضيقة
منذ توليه المسئولية، لم يبال الوزير بكل الهجوم عليه من أصحاب المصالح الضيقة والنوايا السيئة، غيظا في حجم نجاحه في مهمته الوطنية. فكل محاولة إصلاح حقيقي تصطدم دائمًا بمقاومة ممن استفادوا لسنوات من الفوضى، وعلى رأسهم مافيا الدروس الخصوصية وأصحاب السناتر التعليمية ممن “يمصون” دماء الأسر ويعيشون على “قوت يومها”.
بالإضافة للتطورات الإيجابية التي تشهدها الساحة التعليمية، سواء بنية تحتية، أو محاربة الدروس الخصوصية، فإن أهم ما يميز الدكتور عبد اللطيف هو تحرره من “قعدة المكاتب” وحضوره الميداني، فزياراته ليست دعائية بل وقوف على الأمر، مراقبا مستوى الانضباط، والتفاعل مع الطلاب والمعلمين مباشرة، في صورة غابت عن المشهد لسنوات طويلة.
التصدي للغش الإلكتروني
وكان أهم الملفات التي نجح فيها الوزير عبد اللطيف، هو التصدي بقوة للغش الإلكتروني، وهو ما وضعت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى خطة لمواجهته بالتنسيق مع المديريات التعليمية، حيث إن جروبات الغش الإلكترونى "شاومينج بيغشش ثانوية عامة" وغيرها من الصفحات التى اعتادت تغشيش الطلاب، وخاصة فى الصفين الثالث الإعدادي والثالث الثانوى العام، باتت تهديدا للأمن القومي لمؤامراتها المستمرة ضد نظام التعليم في مصر.
وجهت وزارة التربية والتعليم المديريات التعليمية بعقد امتحانات الشهادة الإعدادية للفصل الدراسي الثاني بنظام البوكليت، والذى يضمن 4 نماذج امتحانية متفقة فى عدد الأسئلة ومواصفاتها على مستوى كل محافظة ومختلفة فى ترتيبها داخل كل نموذج لمواجهة الغش أو الحد منه، إضافة إلى تطبيق القانون على كل طالب يقوم بتصوير الأسئلة والأجوبة ونشرها على صفحات الغش الإلكترونى" شاومينج وبعض الصفحات الأخرى، مع تشديد الرقابة على اللجان الامتحانية من قبل المعلمين.
أحد أبرز إنجازات الوزير والتي تحسب له تصديه الجاد لمنظومة الدروس الخصوصية، وهي إحدى أخطر التحديات التي تواجه التعليم، حيث تم تحويله إلى سلعة تباع وتشترى، المواجهة لم تقتصر على الجانب الرقابي فقط، بل تشمل أيضًا تحسين التعليم داخل الفصول، لاستعادة ثقة الطلاب وأولياء الأمور في المدرسة كمصدر حقيقي للمعرفة.
مشروع الوزير تجاوز صيانة المدارس وتوسعة الفصول إلى تحديث المناهج وتدريب المعلمين وربط العملية التعليمية بسوق العمل، وتنمية مهارات التفكير لدى الطلاب من أجل مستقبل تعليمي أفضل لمصر.