سياسة

حوارات سرية.. "اندبندنت عربية" تكشف هوية المنظمة البريطانية التي دربت أحمد الشرع سياسياً

22 مايو 2025 01:19 م

حبيبة محمد

أحمد الشرع

كشفت مصادر مطلعة لصحيفة اندبندنت عربية أن المنظمة البريطانية التي قدمت الدعم السياسي والتأهيل القيادي للرئيس السوري أحمد الشرع هي منظمة "إنتر ميديت" (Inter Mediate)، ومقرها العاصمة البريطانية لندن.

وكان السفير الأمريكي السابق لدى سوريا، روبرت فورد، قد أشار في تصريحات سابقة هذا الشهر إلى عمله مع المنظمة في تقديم المشورة للشرع، قبل نحو عامين من سقوط نظام بشار الأسد.

من هي "إنتر ميديت"؟

"إنتر ميديت" هي منظمة بريطانية غير حكومية متخصصة في الوساطة في النزاعات المعقدة والحوارات الحساسة، وقد تأسست عام 2011 على يد جوناثان باول، كبير موظفي رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.

باول غادر المنظمة في ديسمبر 2024 بعدما عُيّن مستشارًا للأمن القومي في حكومة رئيس الوزراء الحالي كير ستارمر، ليشرف على ملفات السياسة الخارجية والدفاع والعلاقات الأوروبية والدولية من مقر الحكومة في "10 داونينغ ستريت".

أحمد الشرع

ومن بين المؤسسين أيضًا مارتن غريفيث، الدبلوماسي البريطاني والمبعوث الأممي السابق إلى اليمن، والذي شغل حتى منتصف عام 2024 منصب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية.

مهام المنظمة ودورها السري

تعرف "إنتر ميديت" نفسها بأنها منظمة تعمل في مناطق الصراعات التي يصعب على منظمات أخرى التدخل فيها. وتؤكد عبر موقعها الرسمي أنها تركز على "إطلاق حوارات مجدية وسرية"، لا سيما في النزاعات التي تفتقر إلى قنوات اتصال فاعلة، وهو ما يفسر الدور غير المعلن الذي لعبته في سوريا.

المنظمة تتكون من نخبة من خبراء التفاوض والحوار السياسي حول العالم، وتستفيد من تجاربهم السابقة في عمليات السلام، كما تقدم منصة محايدة للتواصل بين أطراف النزاع، مستفيدة من دعم وتمويل مؤسسات دولية وحكومية معنية بحفظ السلام.

قيادة جديدة من أصول فلسطينية ويهودية

مع مغادرة باول للمنظمة، أعلن مجلس أمناء "إنتر ميديت" في ديسمبر 2024 تعيين كلير حجاج مديرة تنفيذية جديدة. حجاج تحمل أصولاً فلسطينية ويهودية، وكانت قد انضمت للمنظمة عام 2018 وشغلت عدة مناصب قيادية فيها، منها مديرة السياسات ونائبة الرئيس التنفيذي.

بدأت مسيرتها المهنية ضمن مجلس الأمن الدولي عام 2002، حيث عملت في لجنة مكافحة الإرهاب، وشاركت خلال أكثر من عقدين في مفاوضات سياسية وأمنية في مناطق نزاع عدة مثل العراق ولبنان وأفغانستان وكوسوفو ونيجيريا وميانمار.

رؤية المنظمة

تشير "إنتر ميديت" إلى أنها تسعى للاستفادة من الموارد الضخمة التي تنفقها الحكومات والمؤسسات الدولية في الاستجابة للنزاعات، عبر تقديم حلول دبلوماسية تدعم جهود السلام وتقلل الحاجة للتدخلات العسكرية والإنسانية.

وتعمل المنظمة على سد الفجوة بين الأطراف المتنازعة، مستندة إلى علاقات وثيقة مع صانعي القرار الدوليين وخبرات متراكمة في الوساطة الفعالة ضمن بيئات سياسية وأمنية شديدة التعقيد.