
يحل اليوم ذكرى وفاة الفنان سمير غانم، أحد أبرز رموز الكوميديا في تاريخ الفن العربي، والذي غاب عن عالمنا في مثل هذا اليوم من عام 2021، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا هائلًا وحبًا متجذرًا في قلوب الملايين من جمهوره داخل مصر وخارجها.
رحل سمير غانم عن عمر يناهز 84 عامًا بعد صراع مع المرض، إلا أن حضوره لم يغب عن الساحة الفنية ولا عن ذاكرة محبيه وجمهوره في مصر والوطن العربي. فقد شكّل طوال عقود من الزمن مدرسة خاصة في الكوميديا، تفرّدت بخفة الظل والعفوية والقدرة على انتزاع الضحكة من القلوب حتى في أشد اللحظات قسوة.

المسيرة الفنية لـ سمير غانم
بدأ سمير غانم مشواره الفني في ستينيات القرن الماضي ضمن فرقة ثلاثي أضواء المسرح إلى جانب جورج سيدهم والضيف أحمد، وقدموا معًا أعمالًا خالدة من الاسكتشات والمسرحيات التي لا تزال تُعرض حتى اليوم.
وبعد تفكك الفرقة، واصل سمير غانم مشواره الفردي بنجاح كبير، حيث صنع شخصية فريدة في الكوميديا لم يشبهه فيها أحد، وخلّد عشرات الأعمال المسرحية مثل “جحا يحكم المدينة”، “المتزوجون”، “أهلا يا دكتور”، وغيرها من الأعمال التي لاقت إعجابًا كبيرًا من الجمهور، إضافة إلى رصيد ضخم من الأفلام والمسلسلات والبرامج الترفيهية.

كما اشتهر بتقديم شخصية "فطوطة" الشهيرة في الفوازير الرمضانية، والتي أصبحت جزءًا من ذاكرة الأجيال، وأثبت فيها قدرته الفريدة على التلاعب بالكوميديا البصرية والصوتية.

إنسانية بلا حدود رغم نجوميته
ورغم الشهرة والنجومية، ظل سمير غانم قريبًا من الناس معروفًا بتواضعه وروحه الطيبة، ولم يدخل يومًا في صراعات أو نزاعات فنية، بل كان رمزًا للسلام والمحبة في الوسط الفني، وكان زواجه من الفنانة دلال عبدالعزيز قصة حب استثنائية، توّجها مشوار طويل من التفاهم والدعم المتبادل، قبل أن يجتمعا في الرحيل أيضًا، بفارق أسابيع فقط.
رحيل سمير غانم
رحيل سمير غانم شكّل صدمة كبيرة للوسط الفني وللجمهور العربي، لكنه ترك إرثًا فنيًا ضخمًا لا يزال حاضرًا في كل بيت، أعماله تُعرض على الشاشات وإفيهاته تُتداول يوميًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وصورته تظل حية في ذاكرة الضحك النقي الذي كان يمنحه بلا تكلّف.
في ذكرى وفاته، لا يُذكر سمير غانم إلا ويُذكر معه زمن الفن الجميل، والضحكة التي لا تُنسى، والإنسان الذي عرف كيف يزرع البهجة دون أن يتصنعها.