
قالت الإنسانية كلمتها، ونطق الطب المصري بإعجازه مجددًا، حين أعاد فريق جراحة التجميل بكلية طب الأزهر يدًا مبتورة لشاب صغير بعد حادث أليم، في واحدة من أعقد العمليات الجراحية وأكثرها دقة، استمرت لما يقرب من 12 ساعة متواصلة.
سباق مع الزمن لإنقاذ ما لا يُنقذ
أوضح الفريق الطبي أن الشاب نُقل على وجه السرعة إلى مستشفى سيد جلال الجامعي، بعد أن تعرض لحادث مروع تسبب في بتر كامل ليده من عند الرسغ.
وأضاف الأطباء أن التدخل الجراحي بدأ في أقل من 30 دقيقة من وصول الحالة، في محاولة لإنقاذ الطرف قبل أن يفقد الأمل في استعادته نهائيًا.
أكد الفريق الجراحي أنهم نجحوا في توصيل الشرايين، الأوردة، الأعصاب، الأوتار والعضلات بدقة بالغة، ما سمح بعودة الإحساس والحركة بشكل تدريجي.
شدد الأطباء على أن العملية تمت وسط ظروف دقيقة للغاية، وباستخدام تقنيات دقيقة في جراحات الترميم الدقيقة، مؤكدين أن ما تحقق لم يكن مجرد إعادة طرف، بل إعادة أمل.
أبطال خلف الستار
أشار التقرير الطبي إلى أن العملية تمت تحت إشراف الأستاذ الدكتور طارق البانوبي، أستاذ جراحة التجميل بكلية طب الأزهر، وبتوجيه من الأستاذ المساعد الدكتور محمد أسامة، وبمشاركة متميزة من الدكتور عبدالله السعدني.
شارك في الإنجاز أيضًا نخبة من الأطباء المقيمين الذين سهروا على الحالة من البداية حتى النهاية، من بينهم:
الدكتور أحمد عبد الحفيظ، والدكتور عمر جبريل، والدكتور عبدالله أبو المجد، والدكتور أحمد البحيري، د. حسام التهامي، د. السيد حسن، د. محمد هريسة.
ولم يغفل الفريق عن توجيه شكر خاص لفريق التخدير، وفريق التمريض والعمليات، الذين كانوا شركاء حقيقيين في هذا الإنجاز.
منارة الطب والإيمان
أثنت إدارة المستشفى على الجهد المبذول، مؤكدة أن هذا النجاح يضاف إلى سلسلة النجاحات التي تسطرها جامعة الأزهر تحت قيادة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، وبدعم كامل من الأستاذ الدكتور حسين أبو الغيط، عميد كلية الطب، وإشراف مباشر من إدارة مستشفيات جامعة الأزهر التي وفّرت كل سبل الدعم والرعاية للحالة منذ اللحظة الأولى.
وقال الفريق الطبي إن هذه العملية ليست مجرد تدخل جراحي، بل قصة إنسانية خالصة كُتبت بيد أطباء مخلصين، صنعوا من الألم أملاً، ومن اليأس حياة.