الفن

في ذكرى رحيله.. تعرف على سبب اعتزال صلاح السعدني

19 أبريل 2025 10:48 ص

أميرة الشاذلي

صلاح السعدني

تحل اليوم الموافق 19 أبريل ذكرى رحيل الفنان الكبير صلاح السعدني، أحد أبرز نجوم الدراما المصرية، والذي غيبه الموت عن الساحة الفنية، لكنه بقي حيًا في قلوب المصريين، بإبداعه، ومواقفه، وصوته، ونظرته التي تجمع بين الحنان والحكمة، وأدواره التي صنعت جزءًا أصيلًا من ذاكرة المشاهد العربي.

رحل "العمدة"، كما أحب الجمهور أن يناديه لكنه لم يغب أبدًا عن قلوب محبيه، فما زالت مشاهده حاضرة على الشاشات، وصوته العميق، ونظرته الصادقة، يرويان حكايات من زمن الفن الجميل، الذي احترم الإنسان قبل أن يُمتع الجمهور.

نشأة صلاح السعدني 

ولد صلاح السعدني في 23 أكتوبر عام 1943 بمحافظة المنوفية، وسط أسرة ذات توجه ثقافي واضح، فقد كان شقيقه الكاتب الساخر الراحل محمود السعدني أحد أعمدة الصحافة والأدب الساخر في العالم العربي، وهو ما كان له بالغ الأثر في تشكيل وعي صلاح وتوجهاته الفكرية والفنية التي ظهرت من خلال مشواره الفني.

علاقة صلاح السعدني بـ عادل إمام

كما التقى صلاح السعدني بـ عادل إمام في كلية الزراعة، وبدأت صداقة بينهما استمرت لعقود تجاوزت حدود الفن لتصبح علاقة أخوّة حقيقية، وكان كل منهما سندًا للآخر في رحلة طويلة من التحديات والنجاحات.

بداية المشوار الفني لـ صلاح السعدني

بدأ السعدني مشواره الفني في ستينيات القرن الماضي، لكنه لم يكن نجمًا تقليديًا، ولم يبحث عن الظهور السريع أو البطولة المطلقة، بل كانت اختياراته محسوبة، تعكس وعيه وحرصه على تقديم أعمال تحترم عقل وذوق المشاهد.

جسّد العديد من الشخصيات التي أصبحت علامات في تاريخ الدراما المصرية، لكن تبقى شخصية العمدة سليمان غانم في مسلسل “ليالي الحلمية” الأبرز، والتي صنعت له شعبية جارفة، وخلّدته في الذاكرة الجماعية للمصريين، ومن أبرز الأعمال الدرامية التي قدمها، أرابيسك، الناس في كفر عسكر، رجل في زمن العولمة، رحلة السيد أبو العلا البشري، وغيرها من الأعمال التي مزج فيها بين الوعي الاجتماعي والسياسي، ليصبح فنانا حقيقيا يعكس الواقع ويؤثر فيه.

سبب اعتزال صلاح السعدني

في منتصف الألفينات، فاجأ صلاح السعدني جمهوره بقرار الاعتزال غير المعلن، إذ اختفى عن الساحة الفنية والإعلامية دون ضجة، ورغم انتشار الشائعات عن حالته الصحية، أكّد المقربون منه أنه اختار الابتعاد عن الفن، بعدما شعر بأن المناخ الفني لم يعد ملائمًا لقيمه وتاريخه.

رفض الظهور الإعلامي، وابتعد عن الأضواء، لكنه ظل في قلوب الناس، الذين كانوا يترقبون أي صورة له، ويدعون له بالسلامة في كل مناسبة.

ترك السعدني أثرًا كبيرًا في قلوب زملائه حيث يقول عنه الفنان محمد رياض: “كان فنان حقيقي بيحترم الكلمة وممكن يرفض عمل كامل عشان جملة مش مقنعة، صلاح السعدني مدرسة في الالتزام والوعي”.

أما صديقه عادل إمام، فاكتفى بكلمات قصيرة تختصر علاقة صداقة قوية بينهما ومشاعر طويلة قائلا: “صلاح أخويا اللي ماجبتوش أمي”.