
يظل الفن مرآة للحياة وأحيانًا يصير مرآة لما هو أبعد من ذلك للموت ذاته، في مشهد يبدو للوهلة الأولى مجرد تمثيل، جسّد بعض الفنانين لحظات وفاة شخصياتهم على الشاشة، ليجدوا أنفسهم بعدها يودعون الدنيا في توقيت قريب وكأنهم كتبوا سيناريو رحيلهم بأيديهم، مشاهد درامية تحوّلت إلى حقيقة صادمة، لتثير تساؤلات حول "الصدف القدرية" في حياة الفنانين.
ومن خلال ذلك التقرير نرصد لكم أبرز الفنانين الذين توفوا بعد تقديمهم أدوار شخصيات متوفاة خلال أعمالهم الفنية.
سليمان عيد
وتوفي الفنان سليمان عيد صباح اليوم إثر أزمة قلبية مفاجئه أدت إلى نقله إلى المستشفى حتى وفاته المنية، وكانت آخر أعماله مشاركته في بطولة فيلم “فار بـ 7 أرواح”، حيث قدم شخصية “جثة” متوفاه خلال أحداث الفيلم.

هيثم أحمد زكي
في الجزء الثاني من فيلم "الكنز"، جسّد هيثم أحمد زكي مشهد وفاة شخصية "حسن بشر"، في مشهد مؤثر يودّع فيه الحياة، ولم تمضِ فترة طويلة حتى صدم الوسط الفني والجمهور بخبر وفاته المفاجئة في نوفمبر 2019، عن عمر يناهز 35 عامًا، إثر هبوط حاد في الدورة الدموية.

علاء ولي الدين
في أحد مشاهد فيلم "عربي تعريفة"، ظهر علاء ولي الدين داخل تابوت وكأنه يسبق لحظة وفاته الحقيقية، ورغم أن الفيلم لم يُستكمل، فإن الفنان الكوميدي المحبوب توفي فجأة عام 2003 عن عمر 39 عامًا، إثر مضاعفات مرض السكري.

ماهر عصام
في فيلم "صرخة نملة"، قدم ماهر مشهدًا عنيفًا تُسلب فيه حياته داخل العمل، وفي الواقع رحل الفنان الشاب عن الحياة في 2018، بعد نزيف حاد في المخ، تاركًا خلفه حالة من الحزن الكبير، خاصة بعد أن توقّع البعض رحيله بسبب هذا المشهد.

سعاد نصر
في أحد العروض المسرحية، نطقت الفنانة القديرة سعاد نصر بجملة: "اللهم اجعل موتي فجأة"، وهي جملة بدت عابرة في النص، لكنها تحوّلت إلى واقع، فقد توفيت فجأة بعد دخولها في غيبوبة استمرت أكثر من عام، عقب عملية جراحية بسيطة وذلك في يناير 2007.

نور الشريف
في مسلسل "خلف الله"، لعب نور الشريف دور شيخ روحاني يُعتقد بموته ثم يعود للحياة، محاطًا بأجواء من التصوف والتأمل في النهاية، وبعد فترة من عرض المسلسل توفي الفنان الكبير في 2015، بعد صراع مع المرض تاركًا ورائه إرثًا فنيًا عظيمًا.

محمود عبد العزيز
في مسلسل "رأس الغول"، الذي كان آخر أعماله جسد محمود عبد العزيز شخصية تنتهي بالموت، وسط تساؤلات فلسفية حول الوجود، وبعد فترة قصيرة من انتهاء العمل، وافته المنية في 2016، وسط حالة حزن كبيرة في الأوساط الفنية والجماهيرية.

يوسف داوود
قدم الفنان يوسف داوود أدوارًا عديدة ظهر فيها بشخصيات تموت في سياق درامي، وكان آخرها في أحد الأعمال الكوميدية، ثم توفي بالفعل عام 2012 بعد معاناة مع المرض، تاركًا خلفه رصيدًا مميزًا من الأدوار السينمائية والتلفزيونية.

فما علاقة الفن بالقدر.. هل صدفة أم رسالة؟
تتكرر هذه المصادفات بشكل يدعو للتأمل، ويعيد إلى الأذهان العلاقة العجيبة بين الفن والحياة والموت،
هل هي مجرد مصادفات؟ أم أن الفنان حين يتقمّص النهاية، يقترب منها أكثر من اللازم؟، تبقى هذه الأسئلة مفتوحة، بينما تظل ذكريات هؤلاء النجوم حاضرة، ليس فقط في ذاكرتنا، بل في مشاهد ودّعونا فيها قبل أن يودعونا في الحقيقة.