أخبار

وزيرة البيئة تلتقي وفد "ميديف الدولية" وتستعرض فرص استثمارية في التحول الأخضر بمصر

10 أبريل 2025 10:44 ص

علياء غانم

جانب من اللقاء

التقت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة وفد جمعية أرباب رجال الأعمال الفرنسية "ميديف الدولية" MEDEF والذى يضم عدد من كبرى الشركات الفرنسية التي تسعى لتوسيع استثماراتها في مصر، لمناقشة فرص التعاون في تعزيز الاستثمارات الداعمة للتحول الأخضر في مصر من خلال مشروعات بيئية ومناخية متنوعة، برئاسة السيد ووتر فان ويرش نائب الرئيس التنفيذى لشركة "ايرباص" AIRBUS ورئيس البعثة الفرنسية لرجال الأعمال، وذلك في إطار الزيارة الرسمية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للقاهرة.

التعاون المصري الفرنسي في مجالات البيئة والمناخ

وقد ثمنت د. ياسمين فؤاد وزيرة البيئة التعاون الممتد مع الجانب الفرنسي على المستوى الثنائي ومتعدد الأطراف، وعلاقة التعاون المميزة في مجال البيئة، وايضاً ملف المناخ حيث قادت مصر المجموعة الأفريقية في اتفاق باريس عام ٢٠١٥، وفي ملف التنوع البيولوجي والذي لعبت مصر دور محوري خلال استضافتها لمؤتمر التنوع البيولوجي COP14، والذي ساهم في رسم خارطة الطريق للإطار العالمي للتنوع البيولوجي، وتسليط الضوء على الرابطة بين التنوع البيولوجي والقطاعات المختلفة وخاصة قطاع المال والأعمال.

مسار التحول الأخضر في مصر

واستعرضت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة رحلة تغيير النظرة تجاه البيئة التي خاضتها مصر خلال السنوات الماضية وتؤسس بها لمسار التحول الأخضر، وذلك من خلال تغيير الحوار حول البيئة وربطها بالمسارات الاقتصادية والاجتماعية للدولة، ففي عام ٢٠١٩ اصدر مجلس الوزراء اعتماد معايير الاستدامة البيئية في الخطة الاستثمارية للدولة بهدف طموح للوصول إلى نسبة ١٠٠٪؜ مشروعات خضراء في الموازنة العامة بحلول عام ٢٠٣٠، من خلال عملية طوعية تدريجية.

تعديل المجلس الوطني للتغيرات المناخية وتحديث استراتيجيات المناخ

وأضافت وزيرة البيئة أن تزايد أهمية قضية تغير المناخ دفع الحكومة المصرية لتعديل وضع المجلس الوطني للتغيرات المناخية ليصبح تحت رئاسة السيد رئيس مجلس الوزراء وبعضوية مختلف الوزارات، وكان من أهم ثماره إعداد الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ ٢٠٥٠، وتحديث خطة المساهمات الوطنية ٢٠٣٠ أكثر من مرة، حيث سيتضمن التحديث الأخير إدراج الحلول القائمة على الطبيعة والحفاظ على الشعاب المرجانية، انطلاقاً من المبادرة التي أطلقها فخامة الرئيس عام ٢٠١٨ بالدعوة للتآزر بين اتفاقيات ريو الثلاث (المناخ، التنوع البيولوجي، التصحر) كمدخل متكامل لتحقيق الاستدامة.

الاستراتيجيات الوطنية لمواجهة تحديات التغير المناخي

وأوضحت الدكتورة ياسمين فؤاد أن مصر باعتبارها دولة لا تتعدى انبعاثاتها ١٪؜، يعد التكيف أولوية لها خاصة مع تحديات الأمن الغذائي وندرة المياه، تم إعداد استراتيجية وطنية لاستثمار المناخ تركز على قطاعات المياه والزراعة بالشراكة مع القطاع الخاص، وتشجيع القطاع المصرفي على التدخل لتقليل مخاطر الاستثمار للقطاع الخاص، كما يتم العمل حاليا على وثيقتين هامتين هما الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الدائري، والاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الأزرق، خاصة مع استضافة مصر في نهاية العام لمؤتمر اتفاقية برشلونة لمكافحة التلوث في البحر المتوسط، والذي سيكون أحد محاوره التركيز على آليات إشراك القطاع الخاص لحماية البيئة البحرية وتعزيز الاقتصاد الأزرق.

المبادرات البيئية والسياحة المستدامة

ولفتت وزيرة البيئة إلى أن جزءاً من الدخل القومي يعتمد على قطاع السياحة، مما تطلب إطلاق عدد من المبادرات التي تحقق صون الموارد الطبيعية في السواحل لحماية البيئة البحرية ومنها مبادرة الحفاظ على الشعاب المرجانية بالتعاون مع القطاع الخاص، بما يعزز السياحة المستدامة، ويتم العمل على تأسيس صندوق الطبيعة بالتعاون مع أحد البنوك الوطنية وشركاء التنمية لتقليل مخاطر رأس المال للقطاع الخاص للاستثمار في تنفيذ أنشطة السياحة البيئية، وإتاحة الفرصة للقطاع الخاص لتنفيذ أنشطة في المحميات الطبيعية، حيث عملت وزارة البيئة على خلق سوق متكامل لمنتج السياحة البيئية وتشجيع الاستثمار في الطبيعة.

إدارة المخلفات والاقتصاد الدائري

وفي قطاع إدارة المخلفات، أشارت وزيرة البيئة إلى أن مصر حققت إنجازاً كبيراً بإصدار أول قانون لتنظيم إدارة المخلفات الذي يقوم على فكر الاقتصاد الدوار وإشراك القطاع الخاص، كما يقوم جهاز تنظيم إدارة المخلفات التابع للوزارة بوضع الإجراءات المنظمة وإعداد عقود التشغيل واستنباط التكنولوجيات المناسبة، وإتاحة فرص الاستثمار ونماذج الأعمال، وتم الانتهاء من البنية التحتية لإدارة المخلفات لإتاحة فرص إدارتها للقطاع الخاص، وقصة النجاح الملهمة لإقناع شركات الإسمنت بالاعتماد على الوقود البديل ضمن خليط الطاقة بها لتقليل الاعتماد على الفحم، مما شجع عدد من مصانع الإسمنت على إنشاء آليات إنتاج الوقود البديل.

فرص التعاون في الوقود المستدام وصناعة الطيران

وتحدثت سيادتها عن فرص التعاون في الاستثمار في إنتاج وقود الطائرات المستدام SAF، حيث أعدت وزارات البيئة والبترول والطيران المدني دراسة متكاملة لإنتاج هذا النوع من الوقود من زيوت الطعام المستعملة.

التحول الأخضر في الصناعة وقطاع النقل

وأشارت إلى تغيير النظرة للعلاقة بين الصناعة والبيئة خلال السنوات الماضية، حيث قدم برنامج التحكم في التلوث الصناعي التابع لوزارة البيئة الدعم للعديد من المنشآت الصناعية لتوفيق أوضاعها البيئية، لتوفر من خلال المرحلة الجديدة من البرنامج تحت عنوان الصناعة الخضراء المستدامة GSI قروض ميسرة للقطاع الخاص ليس فقط للمنشآت الملوثة ولكن أيضاً المنشآت التي تسعى لاتخاذ خطوات أكبر نحو الاستدامة، بما يدفع مسار التحول الأخضر في مصر.

فرص التعاون في مجالات الاستدامة المختلفة

واستعرضت د. ياسمين فؤاد أيضًا عدداً من فرص التعاون المشتركة، ومنها إنتاج مواد خام من مخلفات البناء والهدم، في الاستراتيجية الوطنية لمخلفات البناء والهدم، والتي تم تنفيذ أول مشروع رائد لها بالتعاون مع القطاع الخاص في القاهرة الجديدة، وتنفيذ أكبر مدينة لإدارة المخلفات بالتعاون مع البنك الدولي في العاشر من رمضان، لإدارة مخلفات شرق القاهرة والقليوبية وذلك لمخلفات البلدية والطبية والصناعية والبناء والهدم، والذي تولت الحكومة مع البنك مهمة إنشاء البنية التحتية له، ويتم إتاحة تشغيله من خلال القطاع الخاص.

الاستثمار في التصميمات الصديقة للبيئة والاقتصاد الحيوي

كما أشارت وزيرة البيئة إلى فرص الاستثمار في التصميمات الصديقة للبيئة والتي تسعى مصر للتوسع فيها، وأيضًا مبادرة المنسوجات المستدامة "waste to good taste" التي تم إطلاقها في مؤتمر المناخ COP27، لإعادة تصميم واستخدام الملابس والأقمشة المستعملة، وأيضًا في مجال الاستشارات البيئية ودراسات تقييم الأثر البيئي الاستراتيجي خاصة في منطقة جنوب ساحل البحر الأحمر والساحل الشمالي، وفي مجال الحياد الكربوني في صناعة السيارات، مصر لديها خطة طموحة للتصنيع المحلي للسيارات العادية والكهربائية، واستخدام الوقود منخفض الانبعاثات، وأيضًا تشجيع النقل الجماعي الكهربي من خلال العديد من المشروعات القومية.

البرنامج الطموح للبنك المركزي والمشروعات المناخية

وأشارت سيادتها أيضًا إلى البرنامج الطموح للبنك المركزي لتشجيع القطاع المصرفي على تبني مشروعات وسياسات المناخ، وتحقيق التحول الأخضر، وتمويل مشروعات المناخ في التخفيف والتكيف، وأصبحت البنوك الوطنية مطالبة بتأسيس وحدات الاستدامة، وذلك ليتوافق النظام التمويلي للبنوك مع توجهات الدولة نحو التحول الأخضر، بالإضافة إلى تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الحيوي لتوفير مواد خام للصناعة من المواد الحيوية، وأيضًا تقليل استخدام الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام والعمل على تطبيق المسؤولية الممتدة للمنتج.

التعاون الفرنسي المصري في مجالات البيئة

ومن جانبه، أكد رئيس وفد الشركات الفرنسية على الاهتمام بفتح أسواق جديدة في مصر من خلال الاستثمار في مشروعات تدعم التحول الأخضر في مصر، مشيدًا بالفرصة الجيدة التي أتاحتها القيادة السياسية المصرية لتبادل الرؤى وتعزيز التعاون المشترك، والتعاون لتحقيق الاستدامة من خلال العديد من المجالات كالهيدروجين الأخضر والحياد الكربوني وتوازن النظام البيئي.

اتفاق على تعزيز التعاون الاستثماري في المشروعات البيئية

كما ثمن الوفد الفرنسي الجهود المبذولة من الجانب المصري لتهيئة المناخ الداعم للاستثمارات الخضراء، وتمهيد الطريق نحو التحول الأخضر، والتطلع لإقامة شراكات فرنسية مصرية في مجال استثمارات البيئة والمناخ. وتم الاتفاق على عقد عدد من اللقاءات الافتراضية مع الشركات الفرنسية لصياغة فرص التعاون الاستثماري بين الجانبين في عدد من المشروعات البيئية.

مجالات التعاون في الشركات الفرنسية

جدير بالذكر أن وفد الشركات الفرنسية ضم شركات عاملة في مجالات البناء الصديق للبيئة واستخدام مواد بناء منخفضة الكربون، والاستشارات والدراسات البيئية، والمطارات الصديقة للبيئة، وصناعات التدوير، والطاقة الخضراء.