
قال الله تعالى: ﴿وَلِلّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾. ومن المعروف أن أسماء الله الحسنى تبلغ 99 اسمًا، بينما يرى بعض العلماء أنها قد تصل إلى 240 اسمًا، وقد وردت في الكتاب والسنة. وبفضل مكانة هذه الأسماء، دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى استخدام هذه الألفاظ في تسمياتنا، حيث قال: "خير الأسماء ما عبِّد وحمِّد".
الأسماء الحسنى
لكن رغم هذا الحديث، هناك بعض الأسماء الحسنى التي لا يجوز التسمية بها. ومن هذه الأسماء "عبد الضار" و"عبد المميت"، رغم أنهما ضمن أسماء الله الحسنى.

وقد فسر العلماء سبب عدم جواز التسمية بـ "عبد الضار" و"عبد المميت" بأن كلا من "الضار" و"المميت" لا يمكن أن يعبرا عن الكمال في حد ذاتهما إلا إذا اقترنا بأسمائه الأخرى، مثل "النافع" و"المحيي". فعلى سبيل المثال، لا يمكننا قول "عبد الضار" إلا إذا كان مصحوبًا بـ "النافع"، كما لا يمكن التسمية بـ "عبد المميت" إلا إذا كان مرتبطًا بـ "المحيي".
أسماء حسنى لا تدل على الكمال
وقد أشار العلماء إلى هذا المعنى، فقد قال صالح آل الشيخ: "هناك أسماء حسنى لا تدل على الكمال بمفردها، ولا يجوز التعبيد بها، مثل 'الضار' و'المميت'، لأن هذه الأسماء تكون حسنى فقط إذا اقترنت بالاسم المكمل لها."
كما ذكر السعدي أن بعض أسماء الله لا يمكن استخدامها إلا إذا كانت مصحوبة بالاسم المقابل، لأن الكمال يتجلى فقط عند اجتماعهما، مثل الأفعال التي تصدر عن إرادة الله وقدرته وحكمته.
وذكر السيوطي أن "الضار" و"النافع" هما وصفان يعبران عن قدرة الله الكاملة والشاملة، فالضر والنفع لا يحدثان إلا بتقدير الله، ولا يتم اعتبار أحدهما مستقلاً دون الآخر.