
يعد شهر رمضان المبارك فرصة عظيمة للتقرب إلى الله من خلال العبادة، ومن أهم الأعمال المستحبة فيه تلاوة القرآن الكريم. إلا أن بعض الناس قد لا يتمكنون من ختم القرآن في هذا الشهر لأسباب مختلفة.
هل يُشترط ختم القرآن في رمضان؟
فهل يُشترط ختم القرآن في رمضان فقط، أم يمكن إتمام القراءة بعد انتهاء الشهر؟
بحسب موقع "إسلام ويب"، فإن قراءة القرآن الكريم هي من الأعمال التي تحمل أجرًا عظيمًا في كل وقت، وخاصة في شهر رمضان. ولا يوجد دليل شرعي يُلزم المسلم ببدء ختمة جديدة مع بداية الشهر الفضيل أو التوقف عن ختمته الحالية. بل يُستحب للمسلم أن يواصل القراءة حتى يُكمل الختمة، ثم يبدأ ختمة جديدة.
وأشار الإمام النووي في كتابه "التبيان" إلى أن البدء بختمة جديدة بعد إتمام الختمة السابقة أمر مستحب.
وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أنه يمكن للمسلم استكمال قراءة القرآن بعد رمضان، ويُعتبر ذلك من الأعمال المحببة إلى الله. واستشهد بحديث النبي ﷺ حين سُئل عن أفضل الأعمال، فأجاب: "الحال المرتحل". وعند تفسيره لهذا المصطلح، أوضح ﷺ أنه يعني أن القارئ يقرأ القرآن من أوله إلى آخره، ثم يبدأ من آخره إلى أوله. وهذا يدل على أهمية الاستمرار في تلاوة القرآن دون التقيد بفترة زمنية محددة.
ختم القرآن في رمضان
لذلك، لا يُعتبر عدم إتمام ختم القرآن في رمضان تقصيرًا، ويمكن للمسلم مواصلة قراءته بعد الشهر الفضيل. بل يُستحب أن يداوم المسلم على تلاوة القرآن طوال العام، ليجعلها جزءًا من روتينه اليومي، وليس في رمضان فقط. فالمداومة على قراءة القرآن تُنير القلب وتزيد من قرب المسلم إلى الله.
وينصح العلماء بالاستمرار في قراءة القرآن بانتظام والسعي لختمه بين الحين والآخر، سواء في رمضان أو غيره، لما في ذلك من فضل وأجر عظيم. نسأل الله أن يجعل القرآن ربيع قلوبنا وشفاء صدورنا، وأن يرزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار بما يرضيه عنا.