محافظات

أم البطل.. الأم المثالية في بورسعيد: عانيت بعد وفاة زوجي وابني استشهد

18 مارس 2024 01:48 م

آية عتريس

نجلاء مستجير الأم المثالية على مستوى محافظة بورسعيد

بدموع ممزوجة بالفرحة في منزل نجلاء مستجير، الأم المثالية على مستوى محافظة بورسعيد، والمركز السادس على الجمهورية، والدة الشهيد محمود رضا  مندور، والذي استشهد منذ شهور قليلة بعد أن التحق بالخدمة العسكرية واستشهد وهو يواجه الإرهابيين، حيث حصلت والدة الشهيد على لقب الأم المثالية على مستوى محافظة بورسعيد لعام 2024.

أنجبت ثلاثة أبناء

تحدثت والدة الشهيد بصوت ممزوج بالدموع، مع موقع “بصراحة”،  أنها كانت تعمل في أحد مصانع الاستثمار قبل زواجها وتزوجت وكان زوجها صنايعي،  ولا يوجد لدينا مصدر رزق، فاستمرت  في عملها لتساعده وأنجبت ثلاثة أبناء،  بلال ومحمود وأميرة، ولكن تبدل الحال بهم وداهم المرض صحة زوجها وأصيب بسرطان في المعدة وظل يعاني 7 سنوات قبل وفاته.

وقالت الأم المالثة صاحبة 53 عامًا، إنها حاصلة على دبلوم تجارة، وكانت تعمل بأحد المصانع في الاستثمار، منذ مرض زوجها وهي تعمل من أجل الانفاق على زوجها وأطفالها ولكي  توفر له الأدوية التي كان يتناولها، متابعة أنها كانت تدير العمل في فترتين لزيادة داخلها، قائلة:" كنت باخد الوردية بالمصنع ليزداد دخلنا ونستطيع مواجهة الظروف التي ضاقت علينا، وزوجي كان يرعى الأبناء في المنزل رغم مرضه وأثناء عملية حتى توفى شهيدا وترك لي 3 أطفال".

ربنا يسترك زي ما سترتيني


وتابعت أن:" زوجي كان يدعو لي دعوة فتحت أمامي الطريق فقال لي وهو على فراش الموت: “ربنا يسترك زي ما سترتيني” .

وبصوت حزين استكملت الأم المثالية، حديثها، " بعد وفاه  زوجي وأكملت المسيرة، وعافرت مع الزمن لتربية أبنائي الثلاثة، تتعثر قدماي وأقف من جديد وأعاود المشي، تمر السنوات وأنا أحتضن أبنائي ولم أشعرهم بأن الحمل ثقيل عليّ، وكبر أبنائي وساعدوني فكان بلال الابن الأكبر يعمل وهو يدرس ومحمود (الشهيد) يعمل وهو بالصف الأول الثانوي، كل واحد كان له دور كبير، ومرت الأيام وحصل بلال على بكالوريوس تجارة ومحمود معهد حاسب آلي وأميرة حصلت على بكالوريوس تجارة.

وأشارت والدة الشهيد: " تحملت المسؤولية بعد وفاة زوجي أكثر من 17 عاما،  وأنا أتحمل المسؤولية كاملة أبنائي معي هم سندي وأنا ظهرهم وحمايتهم، بل أسكن بالدور الأخير في تلك العمارة ووالدتي ووالدي يسكنان بالدور الأول وهما كبار في السن، وكان والدي مريضًا فكنت أرعى والدي ووالدتي وأولادي، ولكن لم أشعر بأي تعب إلى أن توفي والدي والآن أنا أرعى والدتي وأبنائي وأتمنى من الله أن يعينني ويمنحني الصحة من أجلهم جميعا'.

الدنيا سرقت مني أعز البشر


سرقت منّي الدنيا أعز البشر الذي كان يواسينى، هكذا تحدثت الأم المثالية عن الشهيد محمود، قائلة:" منذ شهور قليلة التحق محمود بالخدمة العسكرية وبعد 4 أشهر من التحاقه استشهد وهو يواجه الإرهابيين الذين حرموني من نور عيني".

الإرهابيون حرموني من نور عيني" 

وتابعت أنه تحدث معاها قبل استشهاده بيوم واحد، متابعة أن:" محمود قبل وفاته بيوم واحد عبر الهاتف ليطمئن عليّ، وبعد انتهاء المكالمة شعرت بخفقان قلبي وانتابني شعور غريب وكأن روحي سرقت مني، ولم أدرك أنها المرة الأخيرة ولن أسمع صوته مرة أخرى، وأخبرني زميله بأنه قبل أن تفيض روحه قال له أخبر أمي أنها وحشاني قوي.. الإرهابيون حرموني من نور عيني" 

عاش راجل ومات سيد الرجال

وأردفت الأم المثالية:" محمود  يواسينى ويجلس بجواري ويطلب منّي أن أخبره ما علينا من ديون ويُدوّنها في النوتة الخاصة به ليسددها، عاش رجل ومات سيد الرجال".

وأضافت:" عندما طلبت من محمود بأن يتزوج كان رده  لا تُفكّري في الموضوع الآن يا أمي فقبل أن أُفكّر في نفسي لابد وأن أُزوّج أختي أميرة.. لم يبخل بشىء علينا فقد غمرنا بعواطفه وحبه وحنانه، وكأن الله يختار القلوب البيضاء لتعيش في الجنة".

أدعولي بالصبر

لم تدخل الفرحة قلبي منذ وفاته، هكذا اختتمت حديثها  والدة الشهيد، قائلة: 'لم تدخل الفرحة قلبى منذ وفاته، فأنا أحتضن العَلَم الذي كان ملفوفًا به وبه دماؤه وكأنها رائحة مسك وعنبر وأشم رائحته فيه، وأخذت التابوت الذي كان يحمل جثته وطلبت من النجّار أن يحوّله إلى دولاب وجمعت كل  محتويات محمود فيه وهجعله متحفا وأجلس أمامه ليذكّرني بكل لحظة عشناها مع بعض كان فيها ضحك، الألم، تفكير، كل الذكريات الحلوة مع نور عيني .. تركاني ولا أعلم هل استطيع أن أُكمل حياتي بدونهما أم لا، أتمنى من الجميع أن يدعوا لي بالصبر وأن يُنزله الله رحمته على قلبي ليصبّرنى على فراق ابني البطل'.