رئيس التحرير
محمود سعد الدين
NationalPostAuthority
الرئيسية حالا القائمة البحث
banquemisr

شباب سانت كاترين يحيون تراثهم البدوى على ظهور الإبل.. ينظمون سباق هجن تقليدى فى حفلات الزواج.. صيحات الرجال وزغاريد السيدات تلهب الحماس.. تضم عاملين فى مهنة نقل السائحين

التراث البدوي
التراث البدوي

احتفظ أهالى مدينة سانت كاترين بجنوب سيناء، بأقدم تقليد شعبى لإحياء أفراح الزواج بين عموم بدو سيناء، وهى سباقات الهجن من على ظهور الإبل المزينة بالألوان، وتشهد المدينة، التى تعد من أهم مدن مصر السياحية حتى اليوم هذه الفعاليات التراثية مع كل حفل زواج والذى يستمر طوال اليوم، حيث يتجمع الشباب يمتطون ظهور الإبل، وينطلقون من على ظهورها ذهابا وإيابا وهم يستعرضون مهاراتهم فى التسابق، ومن حولهم خيام المدعوين لحفل الزواج يشاهدونها ويشجعونهم ما بين تصفيق وزغاريد.

وقال "سليمان الجبالى"، أحد رموز مدينة سانت كاترين السياحية، إنه فى كل مناسبة يشارك أكثر من 200 جمل، يتم تجهيزها بـ"الخرج الرياشى"، وهو الذى يوضع على ظهر الجمل ويكون منسوجا بألوان تتدلى منه الخيوط بتشكيلة ألوان منوعة ومن تحته "الشداد"، الذى يستخدم كأداة تساعد راكب الجمل على الإستقرار فوق ظهره.

وأضاف الجبالى، أن الشباب جميعهم من أبناء قبيلة الجبالية التى تسكن منطقة سانت كاترين، وجمالهم هذه يستخدمونها فى خدمة النشاط السياحى بالمدينة، ينقلون السائحين زوار سانت كاترين على ظهورها للتنقل بين الجبال عبر الدروب والممرات والسير على درب الصعود لجبل موسى.

وتابع الجبالى، أنه مع كل مناسبة زواج لشاب من القبيلة، تنصب خيمة مخصصة لاستقبال الرجال وآخرى على نفس الاتجاه وفى موقع أبعد خيمة مخصصة لاستقبال السيدات، وفيها تقدم وليمة الفرح وبدورهم يقدم المدعوين التهنئة للعريس وأسرته.

وأضاف أحد رموز القبيلة، أنه ما أن يعرف "الهجانة" بإنعقاد المناسبة، حتى يتسابقون للحضور بجمالهم المجهزة، وينطلقون فى أشواط سباق تراثية أمام الحضور، كلا يسابق الآخر للوصول لخط النهاية الطولى ثم العودة، وسط تصفيق الرجال وصيحاتهم التشجيعية وزغاريد السيدات تشجيعا لهم، وهو ما يلهب حمساهم ويدفعهم لمزيد من السرعة خلالها يستعرض أقصى ما لديه من مهارة فى قيادة الجمل، والجميع فى حالة إنبساط وسعادة.

وقال سليمان الجبالى، إن هذه المظاهر التى يفتخرون أنهم يحافظون عليها من تراثهم القديم، وهى لم تندثر كغيرها من تقاليد الزواج وإستطاع الشباب أن يجددوها مع كل جيل، خاصة أن مهنة الجمالة لاتزال باقية فى جنوب سيناء، وهى مجموعة الشباب الذين يعملون إدلاء للسائحين من على ظهور الإبل التى تعتبر مصدر رزق لهم وأسرهم وتربيتها ضرورة وليس ترف بكل ما تكلفه.

واختتم الجبالى، أن هذه المشاهد الفريدة من نوعها تسعد أهالى المدينة ويشاركهم فى مشاهدتها ضيوفهم من زائرى المدينة من كل بلدان العالم، والمشاركون جميعهم يندفعون للقيام بها متطوعين ومشاركة منهم لأبناء قبيلتهم العرسان الجدد.

وقال الشيخ محمد أبو طعيمة، وهو شاب ثلاثيني، إنه يشارك بجملة فى السباق، الذى يتطلب أن يكون الهجان خفيف الوزن ليستطيع أن ينافس أمام تشجيع الجمهور، موضحا أن هذا اليوم يكون سعيد لكونه يحضر ويشارك.

وتابع الحديث رمضان سعد، شاب فى العشرينيات من عمره بقوله، أنهم مع كل حفل زفاف يتسابقون لإحيائه وكل ما يحصلون عليه هو دعم معنوى لهم كهجانة، وبعد إنتهاء كل مناسبة يفتخر كل هجان بما حقق من أرقام فى الوصول لخط النهاية.

وأشار رمضان، إلى أن هذه السباقات التراثية، هى أساس ما نشاهده اليوم من سباقات منظمة وأنهم يحيونها كما هى فى أصلها ومن على أرضهم بعمق سيناء، حيث لا يوجد جوائز ودروع وغيرها فقط هو تشجيع الجمهور وإستعراض مهارات كل هجان بقوه وتلقائية شديدة.

واستكمل الحديث محمد حميد أبو هيب، أصغر الهجانة وعمره 17 سنة بقوله، أنه فخور أن خفة وزنه تساعده كثيرا على تحقيق أرقام أولى بكل سباق، موضحا أنه يمارس مهنة "جمال" فى الجبال و"هجان" فى كل مناسبة سعيدة وهى المهارة التى إكتسبها من جده "الشيخ أبو هيب" أحد رموز "قبيلة الجبالية" بسانت كاترين.

واجمع الهجانة، على أملهم أن تتطور هذه الفعاليات، وتشهد منطقتهم "سانت كاترين" تنظيم سباقات هجن خاصة بالتراث فقط، لتكون بشكل مختلف وغير نمطى، وهذا سيحقق مردود لهم كسكان، وأيضا لقطاع السياحة، الذى يعتبر أهم قطاع يعمل فى مناطقهم، موضحين أن جمالهم التى يتسابقون من على ظهورها هى من الهجن التى تحمل سلالتها اسم " شمران"، فضلا عن سلالات الهجن "العبادية والبشارية".

يذكر أن عموم مناطق "سيناء" يهتم سكانها بتربية الإبل، التى كانت يستخدمونها قديما فى أعمال نقل حاجياتهم والزراعة فضلا عن الترحال على ظهورها، ومن بينها يخصصون جمال للسفر لتحملها المشاق يطلقون عليها اسم "الهجن" وهى التى يتنافسون فى السباق على ظهورها فى المناسبات السعيدة من الأفراح وغيرها، ومع تراجع الإهتمام بإستخدام الإبل، إندثرت هذه السباقات حتى عادت من جديدة فى شكل سباقات هجن رسمية إبتداء من التسعينيات على غرار ما تم فى دول الخليج العربى، وتطور الإهتمام بسباقات الهجن وأصبحت ضمن الرياضيات المصرية، وتم تشكيل إتحاد رياضى لها تتبعه أندية وأقيمت مضامير سباقات مخصصة، وخصصت جوائز يتنافس الهجانة على الفوز بها والإسراع على إمتلاك سلالات هجن محلية متوارثة فى سيناء وتسمى "أصايل" كدلالة على معرفة أصلها، وجلب هجن أخرى غير تسمى العباديات يخصصون لها أشواط خاصة بها فى الأشواط.

تم نسخ الرابط