رئيس التحرير
محمود سعد الدين
NationalPostAuthority
الرئيسية حالا القائمة البحث
banquemisr

الدكتور عباس شراقي أستاذ الموارد المائية في حوار خاص مع موقع «بصراحة»: مصر الدولة الأكثر فقرا بالمياه في العالم.. ومع زيادة السكان تتفاقم الأزمة

الدكتور عباس شراقي أثناء حواره مع موقع بصراحة
الدكتور عباس شراقي أثناء حواره مع موقع بصراحة

*مصر تمتلك نصف احتياجها المائي فقط .. ولولا السد العالي كنا سنعاني

* أي كمية مياه تحجزها إثيوبيا من النيل هي خسارة لمصر.. والملء الثالث كلفنا مليارات

*طبيعة الحياة في إثيوبيا تهدد بانهيار سد النهضة في أي لحظة

*إثيوبيا رفعت مخزون سد النهضة من 11 إلى 74 مليار.. وهو قنبلة نووية تهدد حياتنا

*إثيوبيا من حقها التفكير في التنمية.. لكن أخطأت في عدم تفاوضها مع مصر

*مازال هناك أمل في التفاوض مع إثيوبيا.. وسيناريوا التدخل العسكري غير مستبعد

*مصر تدافع عن حياتها أمام سد إثيوبيا.. وأعتقد أن باب المفاوضات لا يزال به أمل

*إثيوبيا تعتزم بناء 3 سدود على النيل.. والوصول لاتفاق ضروري ضمان لحقوق مصر

* السد العالي هو حصن الأمان لمياه مصر ولولاه كنا سنعيش عصر الجفاف والمجاعات

*المفاوضات مع إثيوبيا مجمدة.. وأتمنى من الحكومة بذل مزيد من الجهد لحل الأزمة

* سيناريو تحكم إثيوبيا في مياه النيل وبيعها لمصر بمقابل مادي لن يحدث أبدا

*مصر في تحدي حقيقي بسبب تناقص المياه وزيادة السكان .. والحل في الترشيد

قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن مصر تعد الدولة الأولى في الجفاف على مستوى العالم، والموقع الجغرافي يوضح أن مصر تقع في منطقة قاحلة شديدة الجفاف، لافتا إلى أنه لولا مرور نهر النيل داخل الأراضي المصرية لكان هناك استحالة حياة في منطقتنا.

وأضاف شراقي، في حواره مع موقع بصراحة الإخباري، أن نصيب الفرد في مصر من المياه حوالي 550 متر مكعب من المياه بإجمالي 55.5 مليار متر مكعب لمصر وهو ما يمثل نصف احتياجتنا السنوية، موضحا أن مصر قد يكون لديها أزمة مستقبلا إذا لم تطور أكثر من استخدامها للمياه وطرق ترشيد الاستهلاك.

أزمة المياه في مصر

وأكد شراقي، أن حصة مصر من مياه النيل في الوقت الحالي في ظل الزيادة السكانية تعد أزمة حقيقية وعلينا الاعتراف بها من أجل الاستمرار في إيجاد الحلول لتوفير المياه العذبة للاستخدامات اليومية أول للزراعة وخلافه، مشيرا إلى أننا نتغلب على الأزمة من خلال إجراءات الحكومة سواء في التفكير بمشروع تبطين الترع أو باستيراد محاصيل زراعية من الخارج بدلا من زراعتها واستهلاكها لمياه أكثر.

وأشار أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إلى أن أي دولة لديها القدرات الاقتصادية لتوفير احتياجتها بالاستيراد لن يكون لديها أزمة في المياه مهما مرت من جفاف بعكس دولا لا تمتلك أي مؤهلات سوى وفرة في المياه ويعيش شعبها في مجاعات، مؤكدا أن العبرة النهائية في طريقة إدارة الموارد بشكل صحيح فترى دول منابع النيل لديها مجاعات ويعيش شعبها في حالة فقر مثل الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا.

انتهاء الملء الثالث لسد النهضة

وعن انتهاء إثيوبيا من الملئ الثالث لسد النهضة ومدى خطورته على مصر، قال شراقي، إن أي كمية مياه تحتجزها إثيوبيا خلف سد النهضة هي خسارة مباشرة لمصر لأن هذه المياه في الأصل كانت بطريقها لنا، موضحا أن مصر خسرت هذا العام 9 مليار متر مكعب من إيرادها المائي.

وبرر شراقي، عدم شعور المواطن المصري، بهذه الخسائر في حصة مصر بمياه النيل، قائلا «السد العالي فرق بنسبة كبيرة في هذه القضية بمعنى إننا أخدنا الكمية الناقصة من إيراد المياه من السد العالي عشان كدة متأثرناش في المقابل في مشروعات شغالة كتير عشان نرشد استهلاكنا حتى في طرق الزراعة وقرارات مهمة بخصوص الزراعات اللي بتستهلك مياه بشكل كبير».

وأوضح شراقي، أنه لولا وجود السد العالي في ظل الملء الثالث في سد النهضة، كانت ستتضرر مساحة 2 مليون فدان في مصر وتتوقف زراعتها، إلى جانب خسارة ما يقرب من 10 مليون مواطن لمصدر رزقهم، مشيرا إلا أن الخسارة الحقيقية أن احتياطي في السد العالي سينخفض ولتعويضه نفذت الدولة المصرية عدد من المشروعات التي كلفتها عشرات المليارات وهذه هي التكلفة والخسارة الحقيقية وراء إجراءات إثيوبيا الأحادية في ملء سد النهضة.

هل ينهار سد النهضة؟

وكشف أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن سد النهضة مهدد بالانهيار في أي لحظة مهما كانت وسائل الأمان المستخدمة في بناءه، موضحا أن إثيوبيا دولة جبلية بها أكبر فالق في العالم وهو الإخدود الإفريقي العظيم خلق نظام مطري فريد وهي تعد فيضانات في 3 شهور على مدار العام إلى جانب البراكين النشطة هناك، كل ذلك يهدد سد النهضة في ظل الطبيعة الصعبة لإثيوبيا.

وقال شراقي، إن أمريكا في الستينات عندما اختلفت مع مصر خلال فترة بناء الدس العالي ذهبت إلى إثيوبيا وأعدت مشروعات لبناء سدود لقطع المياه عن مصر، لافتا إلى أن سد النهضة هو مشروع أمريكي في الأساس تم دراستها بنهاية الخمسينات واستكمال المشروع في إثيوبيا بثلاثة سدود آخرين.

وأوضح شراقي، أن المشروع الأمريكي خطط لبناء سد النهضة ليتسع لـ 11 مليار متر مكعب من المياه إلا أن رئيس الوزراء الإثيوبي السابق ميليس زيناوي خطط بأن يكون زعيما مثل الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، فقرر رفع مواصفات سد النهضة ليستوعب 74 مليار متر مكعب. سد النهضة والقنبلة النووية.

ووصف شراقي، سد النهضة بالقنبلة النووية الموقوتة في أعلى السودان لإقامته بنهاية حدود إثيوبيا مع السودان، موضحا أن هناك دراسات أثبت معاناة المشروعات داخل إثيوبيا من الفشل ونسب كبيرة من الانهيار بسبب تهديدات الأمطار والفيضانات والزلزال وتسرب المياه وهي بيئة مغايرة تماما لبيئة السد العالي في مصر فحتى وإن اتبعت الشركة كافة معايير الأمان فهو مهدد بالانهيار في أي لحظة ووقتها لن يضار إثيوبي واحد بل ستكون قنبلة نووية أو طوفان على السودان.

وأشار شراقي، إلى أن مصر لا تحجر على حق إثيوبيا في التنمية أو بناء السد من أجل توليد الطاقة الكهربائية وتحسين البنية التحتية لخدمة الشعب الإثيوبي، لكن الأزمة الحقيقية لسد النهضة في تعنت الجانب الإثيوبية واتخاذه إجراءات أحادية في بناء وملء السد ورفض كافة المقترحات للوصول إلى اتفاق ملزم مع دولتي المصب مصر والسودان وهو أمر غير مبرر من الإثيوبيين.

التدخل العسكري

وأكد شراقي، أن الباب ما زال مفتوحا أمام كل الأطراف سواء مصر والسودان أو إثيوبيا لاستمرار المفاوضات والوصول لاتفاق ملزم يحفظ حقوق كافة الأطراف، موضحا أن عدم الوصول لاتفاق مع الجانب الإثيوبي واستمراره سيجعلنا نلجأ لسيناريو التدخل العسكري الذي لا يزال مطروحا ويمكن تنفيذه في أي وقت من مراحل ملء سد النهضة باستراتيجيات تتناسب مع كل مرحلة.

ولفت شراقي، إن وقوع ضرر جسيم على مصر من الجانب الإثيوبي سواء بسبب سد النهضة أو مشروعات أخرى على النيل الأزرق تقلل أو تحرم دول المصر من حصتها الرسمية لا بد أن تنتفض مصر لذلك وقد يدفع لاستخدام كافة البدائل والسبل للحفاظ على حقها فمصر تدافع عن حياتها أمام إثيوبيا، لافتا إلى أن مصر لازالت ملتزمة بحسن النية والصبر في التعامل مع أزمة سد النهضة.

وأوضح شراقي، أن اعتراض مصر الحقيقي على الأسلوب الذي تنتهجه إثيوبيا فحتى لو لم يكن هناك آثر سلبي في الملئ الثالث قد يحدث في المستقبل، متسائلا ماذا لو قررت إثيوبيا تخزين 25 مليار متر مكعب من المياه بخطوة أحادية دون اتفاق مع مصر، «نحن حتى الآن لم نتوصل لاتفاق مع الجانب الإثيوبي على شيء وهم يتصرفون دون مراجعة أحد».

وشدد شراقي، على أن استمرار إثيوبيا في هذا النهج الأحادي في بناء وملء سد النهضة يثير المخاوف خاصة أنه لا ضمانات للحفاظ على حقوق دول المصب، مضيفا «مشروع إثيوبيا به 3 سدود أخرى غير سد النهضة فمن يضمن أن تلتزم إثيوبيا طالما لا يوجد اتفاق موقع ياعني اللي حصل مع سد النهضة ممكن يحصل في السدود التانية عادي وده يشجع دول تانية تعمل سد من غير ما تتقف على مصر زي ما إثيوبيا عملت وده بيشكل خطورة على مصر مستقبلا».

المفاوضات مع إثيوبيا إلى أين؟

وكشف شراقي، أن المفاوضات بين مصر وإثيوبيا بشأن سد النهضة تعتبر مجمدة تماما منذ القمة الإفريقية الأخيرة ومحاولات رئيس دولة كونغو التوسط للوصول إلا اتفاق، مشددا على ضرورة أن يبذل المسؤول المصري والحكومة المصرية مزيد من الجهد لإنهاء أزمة ملف سدد النهضة الذي سيظل يؤرق مصر لحين التوصل لاتفاق ملزم للجانب الإثيوبي.

وعن إمكانية استغلال إثيوبيا لسد النهضة والمياه مستقبلا في بيعها لمصر، قال شراقي، إن هذه الفكرة لن تحدث أبدا أبدا وهي مجرد محاولة لإرهاب المصريي وإثارة البلبلة دون فهم، موضحا أن طبيعة الدولة الإثيوبية التي تتمتلك غزارة كبيرة في المياه إلى جانب مواسمها المطيرة ولكونها دولة حبيسة ليس بها شواطئ سيدفعها رغما عنها لإفراغ خزانات سدودها لتتجه نحو مصر وإلا ستغرق إثيوبيا عاجلا أم أجلا ولن تقدر على منع المياه عن دول المصب.

تم نسخ الرابط